متى نصل في لبنان إلى حالة يطلب فيها المسؤول من المدراء العامين أن يزيلوا أبواب مكاتبهم لكي لا يكون هناك من عائق بينهم وبين المواطنين؟
حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فعلها.
فإثر جولة له في مطار دبي وفي بعض الإدارات الرسمية، طلب بإزالة العوازل الزجاجية وأبواب مكاتب المدراء حتى لا يُغلق أحدٌ مكتبه على المتعاملين.


وقال:
"مررت بدائرة حكومية بشكل مفاجئ، فتعجبت من كثرة المديرين خلف الأبواب المغلقة، فأمرتُ بنجَّار في اليوم نفسه لخلعها جميعها".

* * *
لم يكتفِ الشيخ محمد بهذه الإجراءات بل طالب بإجراء تعديلات فورية في بلدية دبي شملت إحالة 9 من القيادات التنفيذية العليا إلى التقاعد اعتباراً من اليوم الذي تمت فيه الجولة واكتشاف غياب عدد كبير من الموظفين.
لم يرافق الزيارة "طبلٌ وزمر" ولا كاميرات المحطات التلفزيونية والفضائيات، كل ما في الأمر أنَّ مدير التشريفات والضيافة في الإمارة رافق الشيخ محمد واستخدم هاتفه الذكي في التصوير وأُنزِل الفيديو على تويتر.
هكذا العمل العظيم لا يحتاج إلى إعلام فضفاض ليتحدَّث عنه بل إلى مبادرة وجرأة وعدم مسايرة وعدم تراجع.

* * *
عندنا، وقبل أن يتحرَّك المسؤول، يسبقه "جيشٌ من الإعلاميين من مصوِّرين ومراسلين"، فيتحدَّث ويسترسل ويَعِد ويهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور. أما حين يغادر الإدارة بعد الجولة "الهدَّارة " فتعود الأمور إلى ما كانت عليه.
بين بيروت ودبي، هذه هي القطبة غير المخفية.