Elham Freiha
ابحث عن المقال
شهيِّب وأبو فاعور وزيران في الحكومة الفرنسية
١٠ تشرين الأول٢٠١٥

إعتدتُ، منذ دخلت علينا نعمة الإنترنت، أن أتصفَّح الصحف الأجنبية ولا سيما منها الفرنسية والبريطانية والأميركية، إضافةً إلى العربية، لأعرف ماذا يدور في خُلِد "أُمِّنا الحنون" و"الأمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس" و"العم سام"، فأحاول مقارنة بين ما نحن فيه وما هُم عليه. العملية ممتعة في أحيان كثيرة لكنها دائماً تأتي لمصلحة الغرب: نتصفَّح صحفنا فنجد ضرباً وحروباً وقطع طرقات وجبال نفايات. نتصفَّح صحفهم فنجد مباريات رياضية ومهرجانات أفلام وسباقات سيارات، نقرأ صحفهم فنعيش معهم العالم الإفتراضي من تقدُّم، وفي هذه الأمور متعة. * * * الأسبوع الماضي انقلب السحر على الساحر: فيضانات في أكثر من مدينة ساحلية في جنوب فرنسا، والمشاهد التي اعتاد عليها كثيرٌ من اللبنانيين في "كان" و"نيس" في الصيف والتي كانوا يضعونها مباشرة على "فايسبوك" وإنستغرام وصور "السلفي"، لإطلاع المقيمين على الصيف في "الكوت دازور" وعلى تمضيتهم فصل الصيف، إختفت كلياً لتحلَّ محلها "أنهرٌ" تجوب الـ"كروازيت" بدل السيَّاح، وصولاً إلى المسرح حيث ينعقد مهرجان "كان" السينمائي. هذا ما حصل الأسبوع الماضي. الأسبوع الحالي حملت إلينا الصحف الفرنسية صوراً من باريس عن تراكم النفايات في الطرقات و"فاضت" عن "المكعَّبات". قلتُ في نفسي: هل "تلبننت" فرنسا؟ الأسبوع الماضي فيضانات في "الكوت" كأن الصور على أوتوستراد الضبية أو تحويطة الغدير أو نفق المطار. واليوم مشاهد عن تراكم النفايات في العاصمة باريس كأننا على جدران سراي بعبدا أو ضفاف نهر بيروت. ماذا يجري؟ هل يمكن أن نصل إلى يومٍ تستعين فيه الحكومة الفرنسية بأكرم شهيب؟ هل يطير ميسرة سكَّر بطائرته الخاصة إلى باريس ليعرض على الحكومة الفرنسية نقل شركة "سوكلين" إليها بعدما شارفت مهمتها في لبنان على الإنتهاء؟ * * * فعلاً "ما حدا أحسن من حدا". الأسبوع الماضي فيضانات. هذا الأسبوع نفايات. مَن يدري فقد تنفجر الأسبوع المقبل أزمة مواد غذائية أو أدوية في باريس، فهل تتمُّ الإستعانة بوائل أبو فاعور ليحمل معه "الوصفة العجيبة": مطابق وغير مطابق؟

الهام سعيد فريحه