Elham Freiha
ابحث عن المقال
الحريري والثلاثية الذهبية: السياسة والامن والنقد
٢٧ كانون الثاني ٢٠١٧

رئيس الحكومة سعد الحريري غادر بيروت إلى باريس في زيارة خاصة لبضعة أيام.... الخبر عادي في الأحوال العادية، لكنه استثنائي في الاحوال الإستثنائية ... استثنائية الوضع نابعة من المعطيات التالية : منذ تشكيل الحكومة وحتى اليوم، ورئيسها في ورشة تربط الليل بالنهار والجلسة بالجلسة، وما تحقق في اسابيع معدودة يعادل ما كان يتحقق في سنة على الاقل: فمشاريع قوانين الإنتخابات يقاربها الزعيم الشاب من خلفية أنه أم الصبي، فما يريده من الإنتخابات هو ان تأتي بمجلس نواب منزوعة عنه صفة التمديد، ويعيد إنتاج سلطة تشريعية وتنفيذية تضع البلد على السكة الصحيحة في إعادة بناء دولة القانون. *** إذا حقق القانون العتيد صحة التمثيل، وأنتج مجلس نواب يملك حيثية شعبية وتشريعية ، فإن الرئيس سعد الحريري يكون قد حقق هدفه الذي يتمثل في إنتاج قيادة تشريعية وتنفيذية بدمٍ جديد، فيأتي بعد الإستحقاق الديموقراطي بحكومةٍ تكون الثانية في عهد الرئيس العماد ميشال عون، وتكون كاملة الأوصاف لاستكمال ما تكون الحكومة الحالية قد بدأته. إن إصرار الرئيس الحريري على قانون جديد ينزع التحامل على ان قانون الستين هو المتقدِّم على غيره، الرئيس سعد الحريري لديه نقاط قوة في أي مشروع من المشاريع المطروحة ، فهو مرتاح جدًا في بيئته السياسية والوطنية خصوصًا ان تياره هو تيار عابرٌ للطوائف والمذاهب والمناطق، وهو مرتاحٌ جدًا في تحالفاته ، كما انه مرتاح جدًا في علاقاته: من العلاقة مع رئيس الجمهورية التي عنوانها الصراحة والمكاشفة والشفافية، إلى العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والقائمة على التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية . *** إن السابع من شباط لناظره قريب، ففي هذا التاريخ تنعقد جلسة نيابية عامة لمساءلة الحكومة. هذا الحدث يُفتَرض ان يكون صحيًا خصوصًا انه يتيح للنواب ان يسجِّلوا ملاحظاتهم على أداء الحكومة ما يُتيح لرئيسها ان يُقدِّم مرافعة مسهبة حول ما تحقق منذ نيل الحكومة الثقة وحتى اليوم، فما تحقق ليس بالأمر السهل على الإطلاق، فمَن كان يتوقع ان يُنجَز ملف مراسيم استخراج الغاز بهذه السرعة القياسية بعدما نام في الأدراج ثمانية أعوام؟ ومَن كان يتوقّع ان تُنجز بعض التعيينات لتحريك عجلة الدولة؟ ومَن كان يتوقع ان يتكامل الاستقرار السياسي مع الإستقرار الأمني مع الإستقرار النقدي، إنها الثلاثية الذهبية لإنقاذ البلد القائمة على الامن والسياسة والنقد، وهذه الثلاثية ما كانت لتتحقق لولا الجهود المضنية التي قام بها الرئيس سعد الحريري والذي يُتوقّع أن يُقدِّم جردة بها في السابع من شباط المقبل. *** رغم محاولات العرقلة، ورغم محاولات زرع الألغام، فإن البلد وُضِع على السكة الصحيحة، وهذا إنجاز يوضَع في خانة السلطة التنفيذية الساهر على إنجازاتها الزعيم الشاب.

الهام سعيد فريحه