Elham Freiha
ابحث عن المقال
فاقد الشيء ... لا يتكلم فيه
٧ تشرين الأول٢٠١٥

من الأمثال المحببة الى عقل صديقتي، هذا المثل: "فاقد الشيء لا يعطيه" وأنا أضيف اليه: "ليس فقط لا يعطيه" بل يُفتَرَض فيه ألا يتكلّم فيه، وألا ينصح فيه وألا يعظ فيه، فكيف لمن أخفق في تحمل المسؤولية يعطي دروساً بها؟ وكيف لمَن لا يعرف من الوفاء إلاّ كلمة وفاء أن يكتب فيها وعنها؟ * * * مناسبة هذا الكلام أنّ "وزير البيئة المشنوق"، يجد متسعاً من الوقت لكل شيء، إلاّ لمهمته الأساسية "السابقة"، "وزارة البيئة". حين تشكّلت الحكومة قيل عنه إنه "وزير الصدفة" فهو يعرف في البيئة مقدار معرفتي باللغة الصينية التي قد أتعلّم بعض مفرداتها يوماً، وخلال عمل الحكومة سُمّي "وزير الغيبة والغيبوبة": لا يتابع شيئاً، لا تكتب عنه الصحف إلاّ انه التقط هذه الصورة أو هذا المشهد، فهو بدلاً من أن يتأبّط ملفاً فإنه يحمل كاميرا، وبدلاً من أن يعالج أزمة فإنه يُعدّ لألبوم صور. إنه أول وزير في التاريخ يُعفي نفسه ويبقى في مكانه، وبالمناسبة يا تُرى هل راتبه الشهري حوّل الى الوزير أكرم شهيب الذي تلقف كرة الثلج عنه؟ وأكثر من ذلك يتأفف ويعاتب وكأنه فوق العتاب، حين كتبنا عنه انه سافر للاستجمام في ميلانو أتحفنا بدروس الشيم العائلية ومذكّراً فيها، ولأن الشيء بالشيء يُذكر فإن الشعب اللبناني يسأله: وهل من الشِيَم في شيء أن تتسبب في إغراق اللبناني في النفايات؟ وهل من الشِيَم في شيء أن تتخلى عن واجباتك لسبعة أشهر لنصل الى استحقاق 17 تموز 2015 وليس في اليد معالجة لملف النفايات؟ وهل من الشِيَم في شيء أن تتخلى عن الوزارة وتبقى فيها؟ ونكتفي بهذا القدر. * * * ليس فقط "السكوت من ذَهَب" بل أيضاً "الشِيَم من ذَهَب" والأرقى ألا يتكلم وألا يعطي دروسا.

نادرة السعيد