"يوشي مازودزو"... ربما لا يعني هذا الإسمُ شيئاً بالنسبة إلى اللبنانيين، لكنه بالنسبة إلى اليابانيين يعني الشيء الكثير. "يوشي" هو حاكم طوكيو. والحاكم في عاصمة اليابان "ليس حبَّتين" بل هو الحاكم الفعلي لمدينة يصل عدد سكانِها إلى تسعة ملايين نسمة، أي ضعف عدد سكان لبنان. كما أنَّ إداراتها، التابعة للحاكم، يعمل فيها نحو 220 ألف موظف. حاكم طوكيو ينتخبه الشعب، أي تسعة ملايين ياباني، وتدوم ولايته أربع سنوات، وبحكم الصلاحيات المعطاة له يمكن القول إنّه "امبراطور طوكيو"، مثلما هناك امبراطور اليابان. إذاً أين القصة؟ حاكم طوكيو أضطُر إلى تقديم استقالته "لسبب سخيف" (بالمعايير اللبنانية)، إذ ضُبط يستخدم سيارات الحاكمية في تنقلاته في عطلة نهاية الأسبوع، كما ضَبطتْ المحاسبة في الحاكمية أنَّه استخدم أموالاً عامة في الإنفاق الشخصي، كالإنفاق على رحلات خارجية رسمية، وعمليات الحجوزات عبر الإنترنت في الفنادق والمنتجعات. مسكين "يوشي"، كان يجب أن يتعلّم من مجلس الوزراء اللبناني كيف يضع بنوداً على جدول أعمال كل جلسةٍ فيها حرفياً "الموافقة على سفر وزراء ومدراء عامين إلى الخارج للمشاركة في مؤتمرات وندوات". لو فعل ذلك لَما استطاع أحدٌ من اليابانيين أنْ يقول له "محلا الكحل بعينك". لا يعرفُ "يوشي" الذي استخدم سيارة الحاكمية في عطلة نهاية الأسبوع، أنَّ في لبنان "بونات بنزين" مخصصة للنواب والوزراء وكبار الموظفين وغيرهم، فلو كان يُدرِك هذه المعلومة لكان اتخذ قراراً رسمياً باعتماد ثقافة "البونات"، ولكان تفادى إحراج الإستقالة.