Elham Freiha
ابحث عن المقال
قصة الايام السبعة الفاصلة عن 31 تشرين الاول
٢٤ تشرين الثاني ٢٠١٦

الإندفاعة الرئاسية التي شهدها الاسبوع الفائت، يُتوقع ان تتحول الى هدوء رئاسي هذا الاسبوع: فرئيس مجلس النواب نبيه بري، حامل مفتاح مبنى البرلمان، موجود في جنيف حتى الثامن والعشرين من هذا الشهر، بمعنى انه خارج السمع الرئاسي. الرئيس سعد الحريري غادر بيروت لكنه بقي على تواصل خصوصا انه من المرتقب ان يُطل تلفزيونيا مع الاعلامي مرسال غانم، إما من بيت الوسط، بعد العودة، وإما حيث هو، لاجراء عملية تقويم للخيار الذي اتخذه، والاطلالة لم يُحدَّد ما اذا كان موعدها بعد جلسة 31 تشرين الاول أو قبلها. المرشح العماد ميشال عون استكمل جولة الشكر والواجبات بزيارته بيت الوسط غداة تأييد ترشيحه، ثم عين التينة، وان كانت الحفاوة في بيت الوسط قابلتها برودة في عين التينة. وفي المعلومات المؤكدة ان العماد عون الغى كل مواعيده لهذا الاسبوع ليتفرَّغ لملفين: الأول اعداد خطاب القسم والثاني وضع تفاصيل ودقائق الخطة الأمنية والتي تتضمن مرحلتين: الاولى من الرابية الى ساحة النجمة، في يوم الانتخابات، والثانية في قصر بعبدا ومحيطه حيث سينتقل اليه مباشرة بعد خطاب القسم لبدء العهد والإقامة فيه. النائب وليد جنبلاط تشاور مع اركان اللقاء الديمقراطي، وفي اشارة لافتة الى انه لم يحسم قراره بعد، ذكّر في البيان الذي اصدره بعد الاجتماع، بالمرشح هنري حلو. رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تنقل بين الرابية وبيت الوسط ليؤكد على ان الإنجاز مزدوج بمعنى ان وجود العماد ميشال عون في قصر بعبدا يستلزم وجود الرئيس سعد الحريري في السرايا الحكومية. رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجيه سيُطل الليلة مع الاعلامي المخضرم مرسال غانم في برنامجه الحواري كلام الناس، ولو لم يكن لدى زعيم الشمال ما يقوله لما كان ليُطل في حلقة استثنائية مساء الاثنين، علما ان موعد البرنامج هو الخميس. هكذا، الجميع ادلى بدلوه، ولم يبق سوى انتظار الاثنين المقبل في الحادي والثلاثين من الشهر لمعرفة ما اذا كان هذا الزرع الرئاسي سيواصل الى حصاد الرئيس. سبعة أيام عصيبة جدا، فهل تمادي السنتين والخامسة اشهر سيتم التعويض عنه بسبعة أيام؟ ما يوجب هذا السؤال ان البلاد لم تعد تحتمل الفراغ والشغور. كثيرون يسألون عن مواقف الدول، لكن هذه الدول اياديها ليست في النار كما هي ايادي الشعب اللبناني. مَن مِن هذه الدول يعتبر الانتخابات الرئاسية حيوية بالنسبة اليه، عليه ان يأخذ بعين الاعتبار ان لبنان هو الذي فيه مليونا نازح سوري والخير لقدام اذا استمرت عمليات التهجير الممنهجة. ان لبنان هو الذي بلغ الدين العام فيه سبعين مليار دولار، والبعض يقول اكثر. ان لبنان هو الذي يُخرج سنويا جيشا من خريجي الجامعات العاطلين عن العمل بسبب الانكماش في الاوضاع الاقتصادية. ان لبنان هو الذي يعاني موسميا من ازمة النفايات ويوميا من ازمة المياه والكهرباء. ولأن الأمر كذلك من التدهور بوتيرة متسارعة، ليكون السؤال: هل الرئاسة في حد ذاتها كافية للانقاذ لبلد مهترئ لايقافه على رجليه؟

الهام سعيد فريحه