Elham Freiha
ابحث عن المقال
ليست كل غيمة... "عاصفة"
١ كانون الأول ٢٠١٦

"ما بدَّا هالقد"... هذه هي ردة فعل المواطن حين بدأت ترِد الأخبار عن العاصفة "بربارة". فالمواطن تفحَّص رزنامته فوجد أنّنا أصبحنا في كانون الأول، فسأل نفسه: "وماذا يحصل في كوانين في لبنان غير المطر"؟ عجيبٌ أمرُ هذا العصر، كلما تبللت الأرض بالمياه يتصاعد الحديث عن عواصف وأعاصير وسرعة رياح، وتصل الحماسة بالبعض إلى الحديث عن "تسونامي"، لكن في حقيقة الأمر أنَّ المسألة ليست هكذا على الإطلاق. بكلِّ بساطة، في لبنان أربعة فصول: الشتاء، الربيع، الصيف والخريف. أحياناً يأخذ الصيف أسابيع من الخريف فيُقال "بين تشرين وتشرين صيف تاني"، ويأخذ الشتاء أسابيع من الخريف فيبدأ الصقيع، وتبدأ الأمطار، فأين المشكلة يا تُرى؟ ولِمَ كل هذا الذهول؟ * * * إذا راجعنا أرشيف الصور في أية مؤسسة، واليوم تذخر وسائل التواصل الإجتماعي بألبومات صور طبيعية عن فصول الشتاء في منتصف القرن الماضي، نجد كيف كانت تصل الثلوج إلى الشاطئ، فما بالنا اليوم ولم نعد نشاهد الثلج حتى في عاليه وبحمدون وأحياناً صوفر؟ عن أية عواصف نتحدث؟ وكيف لا يخجل خبراء الطقس من إطلاق التسميات على غيمة عابرة تُنزل مطراً فيسمونها عاصفة؟ * * * إنَّها المبالغة في معظم الأشياء، فاهدأوا قبل أن تُطلقوا تسمياتكم.

نادرة السعيد