Elham Freiha
ابحث عن المقال
ازدحام السير "ثقافة" وليس... مشكلة
١٢ كانون الأول ٢٠١٦

العالم منشغلٌ بازدحام الديمقراطيات، ولبنان منشغلٌ بازدحام السير. ما هذه الظاهرة التي تتكرر يومياً من دون أن تكون هناك نهاية لها. تجري انتخابات في أميركا وتنتهي. تجري انتخابات في فرنسا وتنتهي. ويجري استفتاء في بريطانيا وينتهي. ويبدأ ازدحام السير في لبنان ولا ينتهي. * * * وأهمُّ ما في ازدحام السير هذا أنَّه متنقّل، فلا يترك منطقة لبنانية تعتب عليه: فحيناً يكون عند مداخل بيروت، وحيناً عند الطريق الدولية في اتجاه الجبل، وحيناً عند الطريق الدولية من الجبل في اتجاه بيروت، وحيناً من بيروت إلى الشمال وبالعكس، وأحياناً في قلب العاصمة بيروت، "والخير لقدام" لأننا مقبلون على فترة أعياد. * * * هل من معالجة؟ ليس في الأفق ما يشير إلى ذلك، فازدحام السير في لبنان ليس مشكلة بل هو ثقافة: ألا يقول اللبناني، إذا لم يَعْلَق بازدحام سير: "غريب اليوم مدري شو في، ليش ما في عجقة"!!! صارت الزحمة هي القاعدة، والسير المسهَّل هو الإستثناء. * * * لو كان هناك إنماء متوازن لتوزَّع الإزدحام في أكثر من منطقة نائية، لكنَّ اللبناني يحبُّ التمركز، ولهذا فإنَّه سيبقى تحت رحمة الإزدحام إلى ما شاء الله.

نادرة السعيد