Elham Freiha
ابحث عن المقال
"ألكسي" المسكين
١٧ كانون الأول ٢٠١٦

مسكين "ألكسي أوليوكيف"... مليونا دولار "مين بيحكي فيهُن"؟ هل معقول أن يَقضي على مستقبله السياسي في دولة عظمى كروسيا، من أجل "حفنة من الدولارات" لا تتجاوز المليونَيْن؟ * * * هذا الكلام منقول إفتراضياً عن لبنانيين، تلك كانت ردة فعلهم حين علموا بتوقيف وزير روسي بجرم تلقي رشوة. ففي الرواية أنَّ لجنة تحقيق روسية أعلنت القبض على وزير التنمية الإقتصادية ألكسي أوليوكيف، وفتح قضية جنائية ضده بتهمة الحصول على رشوة كبيرة. وحسب اللجنة فإنَّ الجريمة ترتبط بحصول أوليوكيف على مليوني دولار مقابل تقييم وزارة التنمية الإقتصادية الإيجابي، الذي أتاح لشركة نفط روسية إتمام صفقة شراء الأسهم المملوكة للدولة والتي تشكل 50% من أسهم شركة نفط أخرى. وأعلنت لجنة التحقيق أنَّه تم القبض على الوزير أوليوكيف بالجرم المشهود أثناء تلقيه الرشوة، وأنَّ العقوبة القصوى لتهمة كهذه هي السجن حتى 15 عاماً. * * * تلقي الرشوة تمَّ الإثنين الفائت، التوقيف تمَّ الثلاثاء. مسكين ألكسي، لو أنَّه "تدرَّب" في لبنان على يد فاسدين، أو تمرَّس في كيفية إدارة بعض المشاريع في لبنان، لكان مرَّر صفقته في روسيا بأقلِّ ضجة ممكنة ومن دون إثارة الشبهات. ففي لبنان سمسرات كثيرة، وراشون ومرتشون، لكن كل هؤلاء يتحدون الجميع أن يتمكَّن أحدٌ من ضبطهم، لا بالجرم المشهود ولا بالجرم غير المشهود. كيف لهذا المسكين ألكسي أن يتلقى مليونَي دولار ويكون جرمه مشهوداً؟ أليس لديه أصحاب من لبنان يعلِّمونه كيف يتوارى عن "الجرم المشهود"؟ ثم ما هذا المبلغ "الزهيد" الذي يخاطر بمستقبله السياسي من أجله؟ مليونا دولار في لبنان لا يقبل بهم موظف، أما رشوة الوزير فتكون بإضافة صفر إلى اليمين.

نادرة السعيد