Elham Freiha
ابحث عن المقال
مياه عين الدلبة والشح والتخصص في عِلم الفيزياء
٢٢ كانون الأول ٢٠١٦

يُخشى أن يكون مفعول التفاؤل بتشكيل الحكومة شبيه بمفعول التفاؤل بقرب وصول مياه عين الدلبة إلى الخزانات... مياه عين الدلبة وصلت إلى الخزانات قبل يوم من الإنتخابات الرئاسية وبعد أيام قليلة من هذه الإنتخابات ثم اختفت. ربما كان المقصود أن يقتصر الأمر على "شطف" الطرقات المؤدية إلى القصر، وكما يُقال: "على حجة الوردة تشرب العليقة"، فقد أُتيح لبعض المناطق القريبة من "نطاق الشطف"، أن تنعم بشيء من المياه من دون أن تمرَّ بالصهاريج بل بالقساطل العادية. استبشرنا خيراً ليتبيَّن لنا لاحقاً، وسريعاً جداً أنَّ هذا التفاؤل ليس في محله، فعدنا إلى الصهاريج نناديها بأحنّ الكلام لأنه على ما يبدو سنترافق طوال فصل الشتاء، كما ترافقنا في فصلَيْ الصيف والخريف. * * * سيُقال لنا الكثير عن سبب انقطاع المياه، سيُقال إنَّ السبب يعود إلى أنَّ منسوب مياه الأَمطار قد انخفض وأنَّ السماء لم تعُد تُنعم علينا بخيراتها كما في السابق. نحفظ هذه الأمثولة جيداً: التصحّر، وما أدراكم ما التصحّر؟ "انفخات" طبقة الأوزون. التجارب النووية التي تُصدِّع جوف الأرض. * * * هذه عيِّنة من الذرائع التي تُعطى لنا، ردّاً على المطالبة بعودة مياه عين الدلبة! وكأنَّ على كلِّ مواطن أن يكون عالِماً فيزيائياً يعرف الإنعكاسات السلبية للتصحّر ولانفخات طبقة الأوزون وللتجارب النووية. * * * لا يا سادة، ليست هذه هي الأَسباب، فتِّشوا مجدداً عن المسؤولين عن "سِكر المياهِ في المصلحة وعن أصحاب الصهاريج وعن "الحلف المقدَّس" بينهما، فتعرفوا سبب انقطاع المياه.

نادرة السعيد