Elham Freiha
ابحث عن المقال
الصداقة بين الكتابة على الرمل والحفر على الصخر
٢٩ كانون الأول ٢٠١٦

في حياتنا اليومية نتعلّم من التجارب أكثر مما نتعلّم في الجامعات، ونتعلّم من القراءات والمطالعات أكثر مما نتعلّم من الدروس الأكاديمية. صادفتُ في عطلة نهاية الأسبوع نصا واقعيا، احببت ان أشارك القراء به، تعميما للفائدة ولأخذ العبر: يقول النص: "يُحكى انه كان هناك صديقان يمشيان في الصحراء وفي اثناء سيرهما تخاصما، فصفع احدهما الآخر، تألم الصديق من صفعة صديقه له ولكن لم يتكلم، بل كتب على "الرمل": "اليوم أعز أصدقائي صفعني على وجهي". ثم واصلا السير ووجدا واحة فقررا ان يستحما في الماء، ولكن الذي تعرّض للصفعة كان على شفير الغرق اثناء السباحة، فأنقذه صديقه الذي صفعه ولما أفاق من الغرق نحت على "الحجر": "اليوم أعز أصدقائي أنقذ حياتي". سأله صديقه: عندما صفعتك كتبت على "الرمل"، ولكن عندما انقذت حياتك من الغرق كتبت على "الحجر"، فلماذا؟ ابتسم الصديق واجابه: عندما يجرحنا الأصدقاء علينا ان نكتبه على "الرمل" لتمسحها رياح التسامح والغفران، ولكن عندما يفعل الصديق شيئا رائعا علينا ان ننحته على الصخر" حتى يبقى في ذاكرة القلب. فلنتعلم ان نكتب آلامنا على "الرمال". ونحفر التجارب الجيدة واللحظات الحلوة على "الصخر". * * * العبرة من كل ما تقدم ان ليس الانجاز ان تصنع ألف صديق في سنة، ولكن الانجاز ان تصنع صديقا لألف سنة، وليس المهم ان تراه كل يوم، المهم ان تشعر بأنه حولك وان كان بعيدا.

نادرة السعيد