Elham Freiha
ابحث عن المقال
بعد عار النفايات إلى فضائح الكهرباء دُرْ
١ تشرين الأول٢٠١٥

إذا ما انتهت أزمة النفايات وقد وضعنا كلمة انتهت بين مزدوجين، لاستحالة انتهائها، فإنَّ الإستدارة يجب أن تكون سريعاً نحو معضلة الكهرباء التي تفوق أزمة النفايات أذيّةً وضرراً وخسارةً على الشعب اللبناني وخزينة الدولة. * * * ليلة النفايات التي جمعت البيئيين من خبراء شهيِّب والبيئيين من خبراء الحِراك علماً أنَّ العِلم البيئي واحد لكنه كما كل شيء، ينقسم في لبنان، وصلت إلى ما لا بد من الوصول إليه، أي إلى الأمر الواقع الذي تجب معالجته بصرف النظر عن النظريات والتنظيريين فالمريض في الأرض وهو ينزف، وأنتم تتلهون في لون سيارة الإسعاف التي ستُقلُّه إلى المستشفى، وفق التشبيه الذي قدَّمه أحد المراقبين المحليين. بهذه المقاربة فإنَّ المريض هو آلاف أطنان النفايات الموجودة في الأرض، فما بال الخبراء يتلهون في الفرز من المصدر من دون أن يحددوا كيفية النقل؟ وكيف يتحدثون عن حرقٍ صحيّ من دون أن تكون هناك محارق؟ وحتى إذا أرادوا نقل النفايات فكيف ينقلونها؟ للأسف الشديد فإنَّ قدر اللبنانيين مع سوكلين هو قدرٌ مؤلمٌ ولكنَّه قائم، لأنَّ نقل هذه الأطنان المتراكمة منذ خمسة وسبعين يوماً لم يعد بالإمكان القيام به إلا عبر هذه الشركة، التي أمعنت في سحب الأموال من جيوب اللبنانيين، حتى بات لدينا أغلى طن نفايات في العالم، وكأنَّ الجمهورية معمل ذهب وسوكلين تجمع نفايات الذهب. هذا هو قدر اللبناني، توضَع النفايات أمامه وسوكلين وراءه ويُقال له: إلى أين المفر؟ بالتأكيد ليس هناك من مفر سوى شاحنات سوكلين وسوى مطمر الناعمة لسبعة أيام، وبهذا المعنى تكون الحكومة بشخص الوزير أكرم شهيب قد سجلت نقطة على الحراك، لأنها استطاعت تسيير ما قررته وهو أنَّ المرحلة الإنتقالية القائمة على سوكلين هي الخيار شبه الوحيد المتوافر. * * * فالنظريات والتنظيرات لم تعد تجدي، لقد بلغ التخمُّر في النفايات نسبة الخمسين في المئة، وهذا يعني أنَّه إذا بقيت في الأرض فإننا أمام وضعٍ كارثي، حيث أنَّ لبنان سيكون مغطى بمئات آلاف الأطنان من البكتيريا، فهل هذا هو المطلوب؟ * * * سريعاً يجب الإنتهاء من هذا الملف لأن ملف الكهرباء ينتظر على أحرِّ من... التقنين، ومن الآن يُفترض بكل من لديه وثيقة أن يبادر إلى تزويد النيابة العامة المالية بها علَّه يكون بالإمكان استرداد ما يمكن استرداده من عشرات المليارات من الدولارات، التي لو صُرِفت في الإتجاه الصحيح على الكهرباء لكانت استطاعت إنارة الولايات المتحدة الأميركية، لكنَّ الجشع لدى بعض السياسيين اللبنانيين أكبر من مساحة أميركا!

الهام سعيد فريحه