Elham Freiha
ابحث عن المقال
مهابة الراديو ... والإذاعة الصينية
٢١ شباط ٢٠١٧

مرّ الاسبوع الفائت بصمت "اليوم العالمي للإذاعة"... نقول بصمت لأن التكنولوجيا جرفت، في ما جرفت، هذه الوسيلة الإعلامية التي كانت رفيقة المواطن والسياسي على حدّ سواء. * * * الإذاعة في أيام عزّها كانت تتصدّر الصالون في المنازل: الراديو كانت له طاولته الخاصة، وكان "بيته" من الخشب اللمّاع وكانت توضَع فوقه "مزهرية" تدليلاً على دلاله. وفي أيام العز كان يتم التحلّق حول "المذياع" لسماع الأغاني الخالدة من الموسيقار محمد عبد الوهاب الى الموسيقار مكاوي وغيرهما، وكذلك أم كلثوم وغيرها. * * * صار المذياع يصغر حجمًا الى أن بلغ حجم علبة السجائر، وبهذا الحجم نزل مع اللبنانيين الى الملاجئ، فكان دليلهم في أيام القصف وساعات الهدنة ليتمكنوا من تفقد منازلهم وما لحق بها من أضرار. * * * اليوم نزل الراديو عن الرف، حلّت محله ابتكارات أصغر من كف يد طفل. أراهن ان الجيل الجديد لا يعرف الراديو، لأنه بالكاد يعرف التلفزيون. الجيل الجديد لا يعرف الراديو لأن الهاتف الذكي والكومبيوتر اللوحي حلاّ محل كل وسائل الإعلام قاطبة. اليوم هناك تطبيقات تُتيح تنزيل ومشاهدة أفلام لحظة إنزالها في دور السينما الأميركية. كما هناك تطبيقات تُتيح إنزال موجات معظم إذاعات العالم وبالإمكان الإستماع الى الأغاني الصينية وحتى اليابانية من خلال جهاز بحجم علبة الكبريت. * * * ومع ذلك، "رزق الله" على أيام الراديو الذي كان يتصدّر الصالون، فقد كانت له مهابة.

نادرة السعيد