Elham Freiha
ابحث عن المقال
صفة "الكبير"... و"كرامة الإنسان"
١٧ أذار ٢٠١٧

صفة "كبير" تُطلَق على معظم الأشياء في هذا البلد، إلا كرامة الإنسان، وللأسف الشديد. * * * حين يزدحم السير، وغالباً ما يزدحم هذه الأيام، والأزمة إلى تصاعد وليس إلى انحسار، يُقال: "لبنان باركينغ كبير". في الظروف الإستثنائية، يُقال عن البلد إنَّه "سجنٌ كبير". حين تمتلئ الطرقات بالمياه من جراء الأمطار، يقال: "البلد مستنقع كبير". حين يختلط الحابل بالنابل في النقاشات السياسية وتحتدم هذه النقاشات، يقال عن البلد إنَّه "مسرح كبير". حين تنقطع الكهرباء وتتكرر الأعطال، يقال عن البلد إنه "موتور كبير"، لأنَّ أكثر من ثلاثة آلاف موتور خاص "تدار" في آن واحد. * * * وحده الإنسان، حين يطَّلِع على كل هذه الأوصاف الآنفة الذكر، يجد نفسه مستثنى منها. كرامة الإنسان ليست "كبيرة" في هذا البلد لأنَّها تُنتهك كلَّ يوم. فحين تستغرق "الرحلة" من بيروت إلى جونيه، ما تستغرقه الرحلة من مطار بيروت إلى مطار أثينا. وحين يشعر الإنسان بأنَّ دولاً فيها حروب والكهرباء فيها أربعاً وعشرين ساعة على أربع وعشرين، فيما الحرب عندنا وضعت أوزارها منذ ربع قرن ولا كهرباء لدينا. وحين كل شتوة تحوّل البلد إلى مستنقع كبير. وحين رواتب الوزراء والنواب تصبح كبيرة ورواتب الناس العاديين تصغر. نكون في بلدٍ يكبر فيه كلُّ شيء إلا كرامة الإنسان.

نادرة السعيد