Elham Freiha
ابحث عن المقال
المحاولة الأخيرة للرئيس الحريري: اللَّهُمَّ إني بلغت
٣٠ أيلول ٢٠١٦

إذا تمَّ الإتفاق على كلِّ شيء قبل انتخاب الرئيس، كما يطالب البعض، فماذا يبقى للرئيس أن يفعله بعد انتخابه؟ إذا كانت السلطة الإجرائية تُناط بمجلس الوزراء مجتمعاً، كما ورد في دستور الطائف، أليست مخالفة للدستور أن يُحصَر الإتفاق على مقررات، هي من صلاحية مجلس الوزراء، بين رئيس مجلس النواب الموجود وبين رئيسي الجمهورية والحكومة المفترضيْن؟ كيف يقبل رئيس الجمهورية المفترض أن يُستَبَق بدء عهده من خلال الإتفاق على سلة تستبق السلطة الإجرائية لمجلس الوزراء للحكومة الجديدة؟ نقول هذا الكلام لأنَّ الأجواء المحيطة بملف انتخابات الرئاسة بدأت تُشكِّل سابقةً، إذا ما ترسَّخت فإنها ستُشكِّل خطراً على رئاسة الجمهورية، بمعنى أنَّه لن يتمَّ انتخاب رئيس بعد اليوم إلا بعد الإتفاق على السلة المتكاملة. ما يجري اليوم يُفسِّر كلَّ العراقيل في انتخاب الرئيس والتي بدأت توضَع أمام عربة انتخابات الرئاسة منذ أيار 2014 وحتى اليوم. وإذا عدنا إلى الوراء فإننا سنتبَّين حقيقة العراقيل: بدأت المسألة برفض التمديد، وكان الكاردينال الراعي في كل عظة له يتحدث عن رفض التمديد إلى درجة أنَّ الرئيس السابق انزعج من هذا الكلام المكرر، فأوفد إلى بكركي مَن يقول للبطريرك الراعي إنَّه لا يريد التمديد ولا لزوم للحديث عنه. بعد انتهاء العهد من دون التوصل إلى انتخاب رئيس، بدأت الخطة ب لعرقلة انتخاب الرئيس، أُلقيت الكرة في ملعب بكركي، فردَّت بالإستطلاعات التي لم تلائم المعنيين، فتم اللجوء إلى عرقلة جديدة، ولكن من جديد تلقَّف الكاردينال الراعي الكرة، فدعا الأقطاب الأربعة إلى الإجتماع، على أن يكون المرشح من بينهم: ترشَّح الدكتور جعجع في مقابل ترشيح العماد عون، وجاء ترشيحه غير منسَّق مع حلفائه، لكنَّ الرئيس سعد الحريري دعمه وحشد له نيابياً، مع علمه أنَّ تأمين النصاب له شبه مستحيل، لكن حرصه على وحدة 14 آذار جعله يسلك هذا المسار. بعد وصول إنتخابات الرئاسة إلى حائط مسدود، فتَّش الرئيس الحريري عن مسار جديد فوجده في ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه حليف 8 آذار. حلفاء الوزير فرنجيه والعماد عون أصرّوا على أولوية العماد ميشال عون، وبعد شهور على المسار مع الوزير فرنجيه، فتحَ الرئيس الحريري المسار الذي يرضى به حلفاء العماد عون، فقرر ترشيحه: لا انتخاب للرئيس قبل الإتفاق على ما بعد الرئيس. رُميت الكرة الرئاسية في ملعب الرابية، فبماذا سيرد العماد عون؟ ماذا عن الدعم الذي تلقاه منذ أيار 2014 وحتى اليوم؟ ماذا لو أُقفِل المسار الجديد الذي فتحه الرئيس سعد الحريري؟ هل البلد يسير نحو مؤتمر تأسيسي؟ ماذا لو رفض المسيحيون والسنّة هذا المؤتمر، فما هو مصير البلد؟ ورقة التفاهم التي وقَّعها العماد عون منذ عشرة أعوام في كنيسة مار مخايل في الشياح ألا تكفي؟ هل أخلَّ العماد عون بأيِّ بندٍ من بنودها؟ الكرة الآن في ملعب الرابية، فبماذا سيرد وكيف ومتى؟

الهام سعيد فريحه