Elham Freiha
ابحث عن المقال
ملايين المناظرات هل تنزل في الصناديق؟
١ تشرين الأول ٢٠١٦

المرشحون لرئاسة الجمهورية في الولايات المتحدة الأميركية، يحترمون ناخبيهم، على الأقل قبل الإنتخابات، ومن منطلق هذا الإحترام تأتي المناظرات بينهم. لكنها هذه السنة استثنائية بامتياز، لأنَّها تجري بين مرشَّح لا يختلف إثنان على أنَّه يتمتَّع بحدَّة تصل إلى حدِّ الإنفعال، وبين امرأة هي الأولى التي تصل إلى أن يرشحها حزبها، على رغم أنها أقامت في البيت الأبيض بصفة "السيدة الأولى"، لكنها تريد أن تعود بصفة "الرئيسة". * * * فلسفة المناظرات، كما يقول "كارمين غالو"، الخبير والمستشار في مجال الإتصال الجماهيري، تقوم على إقامة رابط عاطفي مع الناخبين، وهذا الرابط قد يقود إلى الفوز. هل نجح المرشحان في ترجمة هذه الفلسفة؟ يقول الخبير إنَّ "ترامب يقيم رابطاً مع الناخبين على صعيد الإنفعالات، وهذا أمر يصعب التصدي له، لأنَّ المشاعر دائماً أقوى من الوقائع". * * * في المقابل فإنَّ هيلاري كلينتون إنتقلت من أن تُقدِّم نفسها على أنها "المرأة الحديدية"، إلى كونها جدَّة، لتكون أقرب إلى قلوب الناس. المرشح دونالد ترامب، إنطلاقاً من الحدَّة التي تمتَّع بها، هاجم المذيع الذي أدار المناظرة "ليستر هولت"، فقال إنَّه: "لم يسأل كلينتون عن البريد الإلكتروني، ولا عن الفضائح كما لم يسألها عن صفقة ليبيا، ولم يسألها عن أشياء كثيرة كان يجب السؤال عنها". ولم تقتصر انتقاداته على مضمون الأسئلة بل حاول الإيحاء بأنه "خبير تكنولوجيا، فقال إنَّ الميكروفون الذي تحدث من خلاله كان مزعجاً ويصدر تشويشاً، كما إنَّ صوته كان أقل من صوت ميكروفون هيلاري كلينتون. وكان هذا السبب وراء اعتقاد البعض سماع صوت شهيق ترامب أثناء المناظرة. ثم انتقل إلى المهاجمة الشخصية لمنافسته، فقال إنَّها لا تملك قوة التحمل لتكون رئيساً، لكنها ردَّت عليه بقسوة فقالت إنَّها زارت 112 دولة وخاضت 11 ساعة استجواب داخل الكونغرس، عندما كانت وزيرة للخارجية. * * * مع ذلك فإنَّ السؤال يبقى: إلى أيِّ حدٍّ يتأثر الناخب الأميركي بالمناظرات؟ خصوصاً أنَّ التقديرات الأولية أشارت إلى أنَّ المناظرة كانت الأكثر مشاهدة في تاريخ الإنتخابات الأميركية، حيث تابعها نحو 84 مليون مشاهد في الولايات المتحدة الأميركية عبر 13 قناة تلفزيونية، عدا الملايين الذين شاهدوها عبر العالم.

نادرة السعيد