Elham Freiha
ابحث عن المقال
"يوم بلا نفايات"
٢٨ أيلول٢٠١٥

حبّذا لو أنّ رئيس بلدية بيروت كان أمس الى جانب رئيسة بلدية باريس آن ايدالغو ورئيس بلدية ساوباولو وزميله رئيس بلدية بروكسل، يحتفلون باليوم الباريسي من دون سيارات. رئيسة بلدية باريس أخذت هذه التجربة ممن سبقوها أي بلديتي ساو باولو وبروكسل، ولهذا دعتهما الى هذا اليوم البيئي، ولم تدعُ رئيس بلدية بيروت لأن السيارات في العاصمة اللبنانية أكثر من أبنائها ومن المقيمين فيها. * * * وللأمانة فليست كل باريس تمتعت بهذا اليوم بل بعض الشوارع، في تعبيرٍ رمزي عن وجوب الإنتهاء من التلوث، ومن الذين تمتعوا في جادة سان – جرمان وساحة الجمهورية وساحة الباستيل والكونكورد، أما المناطق الأخرى فستكون لمناسبةٍ أخرى. * * * نحن أهم من باريس بأشواط فما لدينا ليس ما لديها: لدينا ستة عشر شهراً من دون رئيس للجمهورية. لدينا سبعون يوماً من دون جمع نفايات. لدينا 365 يوماً في السنة ازدحام سير. لدينا عشر ساعات في اليوم تقنين كهرباء. لدينا نصف أيام الاسبوع من دون مياه. لدينا نصف ملاحم لبنان ومسالخه غير مطابقة للمواصفات الصحية. لدينا امتحانات من دون شهادات. لدينا شهادات من دون فرص عمل. لدينا فرص عمل من دون رواتب. لدينا رواتب من دون اكتفاء ذاتي. * * * نيّالهم في باريس فليس لديهم كل هذه المتاعب. فحتى لو توقفت كل السيارات في لبنان فماذا نفعل بانبعاثات النفايات. كان يجب أن يكون عندنا "يومٌ بلا نفايات" برعاية الوزير المشنوق للبيئة، لكن معاليه أمضى عطلة عيد الأضحى في ميلانو لهذا "راح علينا" يوم بلا نفايات.

نادرة السعيد