Elham Freiha
ابحث عن المقال
بين المهتري والمستوي والعافية
٢٦ أيلول٢٠١٥

من أروع أمثالنا اللبنانية: "راح المستوي لعند المهتري قلّو عطيني دوا للعافية". هذه الكلمات الثماني تُلخِّص حالتنا اللبنانية، فمَن يستطيع اللجوء إلى مَن؟ ومَن يستطيع الإستعانة بمن؟ لقد تحققت المثالثة في لبنان "من دون جميلة أحد": ثلثٌ مستوي. ثلثٌ مهتري. ثلثٌ يفتِّش عن العافية. وهذه الثلاثية هي الوحيدة الشغَّالة، أما في ما عدا ذلك فكلُّ المثالثات والثلاثيات وهمٌ ما بعده وهم. * * * هكذا، من حيث ندري أو لا ندري صرنا في أسوأ أنواع الثلاثيات. وهذا المثل قادني إلى مجموعة من الأمثلة اللبنانية المعبِّرة عن أحوالنا، ومن أبرزها: "الإنسان مثل الشجرة بينكسا وبيتعرّا"، وهذا قريب من المثل القائل: الدهر يومان يومٌ لك ويومٌ عليك. فحين يكون الإنسان في حال الكسوْ يجب أن لا يتعالى على الناس لأنه يوماً ما سيتعرَّى، فماذا سيفعل في هذه الحال؟ * * * ومن الأمثلة اللبنانية: "الحجر التقيل ما بينهز من مطرحو". "الديك بيموت وعينو بالمزبلة". "الذي يصبر على حلوها يصبر على مرها". "الرزق اللي مش ببلدك لا لإلك ولا لولدك". "الله يلعن هالزمان اللي خلط القمح بالزوان". "الليل واحد والحرامية ألف". * * * إنها حالتنا اللبنانية في كل هذه الأمثال، مع فارق بسيط وهو "النهار واحد والحرامية ألف"، لأن السرقة صارت تتم في وضح النهار.

نادرة السعيد