Elham Freiha
ابحث عن المقال
من الامارات الى العالم دروس في التسامح
١٨ تشرين الأول ٢٠١٦

نحن نعيش في "جمهورية الصخب"، ومن أجل ذلك نفتش عن هدوء ولو في العالم الافتراضي، لكننا نجده في دول شقيقة. فتشنا فوجدنا، انها في دولة الامارات العربية المتحدة حيث حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وجد شيئا سمّاه التسامح. فكانت له مبادرة عربية لترسيخ الامارات عاصمة للتسامح والانفتاح، ولم يقتصر الامر على الاعلان، بل تجاوزه الى الخطوات التالية: اطلاق جائزة للتسامح. انشاء معهد للتسامح. * * * لماذا هذه المبادرة؟ لأنها بكل بساطة تهدف الى ما يمكن تسميته ان العنف لا يُحل بالعنف، بل يُواجه بالتسامح، وهل أفضل من دولة الإمارات العربية المتحدة في مقاربة هذا الأمر؟ الامارات قادرة على القيام بهذا التحدي لأنها تملك "البنى التحتية الانسانية" اذا صح التعبير، ففي تلك البلاد المضيافة هناك ما يزيد عن مئة وتسعين جنسية يقيم اعضاء منها في تلك الدولة، فأي بلد في العالم يحتضن هذا الكم من الجنسيات؟ * * * ليس في الأمر صدفة، فالناس يتوجهون الى حيث هناك تسامح، ويهربون من دول التزمت والتعصب، وجدوا ضالتهم في "امارات التسامح" فكان هذا التوافد الهائل اليها. * * * الشيخ محمد بن راشد شاء تحويل التسامح الى مؤسسة، وهذه هي العبقرية في حد ذاتها. * * * حبذا لو يتعلم حكامنا التسامح على أقله في ما بينهم.

نادرة السعيد