Elham Freiha
ابحث عن المقال
بين البُخل والوفاء وغلبة العقول
٢٤ تشرين الأول ٢٠١٦

وقع نظري في عطلة نهاية الأسبوع على "عيون الفكر"، والتجارب في الحياة، فأحببت ان انقل ما "غنمته" من هذا الفكر الى قرائي، فتجارب الحياة كلما تعممت كلما ارتدت فوائد معنوية وذهنية وكلما عادت بالخير على الناس. * * * ومما حظيت به من أفكار واختبارات وتجارب، ما يتعلق بصفات بعض البشر وعيوبهم في البخل، فوجدت ما يلي: البخل هو ان يرى الرجل ما انفقه تلفًا وما أمسكه شرفًا. من جاد ساد ومن بُخل رذل، وأجود الناس من أعطى مَن لا يرجوه. الجبان يزعم انه حذر، والبخيل يزعم انه مقتصد. اليد المضمومة لا تستطيع ان تصافح احدا. البخيل شخص يعيش طيلة حياته دون ان يتذوق طعم الحياة. * * * ومن أعظم ما قرأت في البخل: البخيل لماله، اما ماله فليس له. من ينفق الساعات في جمع ماله، مخافة فقر فالذي فعله هو الفقر. قمة الجنون ان يعيش المرء فقيرا ليموت غنيا. البخلاء جمال عطشانة، والمياه محملة على ظهورها. * * * سأريح القارئ من عيب البخل الذي أشبعه الجاحظ شرحا وتفسيرا في كتابه "البخلاء"، وسأعود معه الى "ورشة فكرية تتعلق بميزة رائعة ولكن تشوبها العيوب، وهي الوفاء، وما "قطفت" للقارئ من حديقتها: تمهَّل في الوعد وعجل في الوفاء. شعب لا يعرف الوفاء، هو شعب لا يعرف التقدم. الوفاء من شيم الكرام والغدر من صفات اللئام. لا تصاحب ثلاثة: متكبر وجاهل وخائن. وأعطش الناس ثلاثة: المحبة، الوفاء، الاخلاص. * * * دائما الغلبة للعقول.

نادرة السعيد