Elham Freiha
ابحث عن المقال
بين الصين ولبنان
٢٧ تشرين الأول ٢٠١٦

المقارنة لا تجوز بين عدد سكان لبنان وعدد سكان الصين: عدد سكان الصين إقترب من أن يصل إلى مليار وخمسمئة مليون نسمة، وبين كتابة هذه السطور ووصول المقال إلى المطبعة يُضاف إلى العدد "كم عشرة آلاف". عدد سكان لبنان يراوح بين أربعة ملايين وأربعة ملايين ونصف، وفي مقابل كل ولادة يهاجر مواطن. هكذا لا تجوز المقارنة إحصائياً بين الصين ولبنان إلا في حال واحدة، وإليكم الرواية: * * * قالت الحكومة الصينية إنَّها عاقبت أكثر من مليون مسؤول خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب ادانتهم بالتورط في قضايا فساد. ونُشِرت هذه الإحصاءات تزامناً مع بدء كبار المسؤولين في الحزب الشيوعي الصيني جلسة مكتملة النصاب في العاصمة بكين. ويشنُّ الرئيس الصيني، شي جينبينغ، منذ تسلمه السلطة في عام 2013 حملات ضد الفساد استهدفت مسؤولين في الحزب الشيوعي الصيني ومن ضمنهم بعض الشخصيات البارزة في الحزب. وتقول اللجنة المركزية داخل الحزب المكلفة بفرض الإنضباط، وهي اللجنة التي ترصد قضايا الفساد في صفوف أعضاء الحزب، إنَّ أكثر من مليون مسؤول عوقبوا منذ عام 2013. ويذكر أنَّ المتهمين بالفساد يشملون أعضاء عاديين في الحزب الشيوعي الصيني ومسؤولين ووزراء وأعضاء في مجتمع الأعمال ومؤسسات إعلامية. وتقول الحكومة الصينية "إنَّ المشتبه فيهم بالفساد اتهموا بالرشوة وإساءة استغلال السلطة". تنتهي الرواية هنا: مليون فاسد على مليار ونصف مليار نسمة... لا شيء. في لبنان يقترب رقم الفاسدين من المليون ولكن على أربعة ملايين نسمة! أي ربع عدد السكان. ولو كانت الصين كلبنان لكان الفاسدون فيها ربع عدد السكان أي نحو 350 مليار فاسد. وعندها الكارثة الكبرى. * * * كان يُقال في الماضي: "أطلبوا العِلم ولو من الصين". يُخشى أن يقول الصينيون: "أطلبوا الفساد ولو من لبنان". قاسية لكنها حقيقية.

نادرة السعيد