Elham Freiha
ابحث عن المقال
أمُّنا الحنون... مجدداً
٢٤ أذار ٢٠١٧

مسكينةٌ "أمُّنا الحنون" فرنسا! تُقيم الدنيا ولا تُقعدها من أجل حفنة من اليوروهات، لو أتت إلينا لوجدت أنَّ لبنان لا يتوقف عند هذه الحفنة ولا شيء يثير اهتمامه، إلا ما هو بالملايين والمليارات، فالآلاف لا أحد يتكلم بها في لبنان. * * * مسكينةٌ "أمُّنا الحنون" فرنسا لأنَّها تُطيِّر وزير داخليتها، لأنه وظَّف إبنتيه القاصرتين كمساعدتين له في مبنى الجمعية الوطنية براتب مقطوع بلغ 55 ألف يورو يُدفَع على دفعات، والتوظيف جاء في عطلتيهما الصيفية. * * * وزير الداخلية الفرنسي "برونو لو رو" يخضع للتحقيق أمام النائب العام الفرنسي. وجاء الإستدعاء إثر تحقيق بثَّته إحدى محطات التلفزة الفرنسية وورد فيه أنَّ "لو رو" وظَّف ابنتيه في أعمال تابعة للبرلمان، وانتهى به الأمر إلى الإستقالة بعد ساعات من بثِّ التحقيق. "برونو لو رو" على خطى المرشَّح الرئاسي فرنسوا فيون الذي وظَّف زوجته، ليتبيَّن لاحقاً أنَّها لم تداوم في وظيفتها. * * * القوانين الفرنسية تسمح بأن يلجأ المسؤولون السياسيون إلى أفراد من عائلاتهم للقيام بمهام المساعدة الإدارية لإنجاز بعض الأعمال، لكن هذه القوانين تشترط أن يكون هؤلاء تحت تصرف كلِّ أعضاء البرلمان وليس تحت تصرف أهلهم فقط. * * * أيّة إبنة وزير في لبنان تقبل بـ 55 ألف يورو على مدى أكثر من سنة؟ بالنسبة إليها هذا مبلغ زهيد جداً لا تقبل أن "تُخدش سمعتها" من أجل هذه الآلاف المعدودة. تُرى، لو فُتحت تحقيقات لبنانية على غرار التحقيقات الفرنسية، فكم من عندنا يتقاضون رواتب من خزينة الدولة، سواء أعملوا أم لم يعملوا؟ * * * لكننا بصدد الإصلاح!؟

نادرة السعيد