Elham Freiha
ابحث عن المقال
أرقام النفايات ... ليست وجهة نظر
٢٢ أيلول٢٠١٥

لو تنازل معالي وزير البيئة المشنوق وسلّم منذ ستة أشهر ملف النفايات إلى الوزير المشكور أكرم شهيب، لما كانت انطلقت شعلة خراب وسط بيروت من عجزه عن ايجاد مخارج كما فعلَ الديناميكي وزير الزراعة وحلّ المشكل بأفضل السبل المتاحة. إذ اليوم الاثنين ماطر، يوم الجمعة المقبل ماطر. أمطار ليومين في غضون خمسة أيام. لا أُفكّر سوى بأبناء بعبدا وبأبناء المناطق الذين طمرتهم النفايات، فماذا سيكون مصيرهم؟ في عملية حسابية بسيطة، يُنتَج في يومٍ خمسة آلاف طن من النفايات. مرّ ستون يوماً على هذه الدوّامة، فصار المجموع 300000 ألف طن من النفايات المجمّعة، إذا أمطرت اليوم فالمياه قد لا تصل الى الأرض لأن مئات آلاف الأطنان ستمتصها، ومنها ستنزل الى جوف الأرض حاملةً معها "سوائل النفايات". * * * أُفكّر منذ الآن في المياه الجوفية التي ستتجمّع وفي الينابيع التي ستتفجّر في موسم الشتاء وفي مطلع الربيع المقبل، هل ستكون حاملة لسوائل النفايات؟ ومن الآن يحق لنا أن نتساءل: هل هي هدية الربيع التي ستُقدّم لنا من المياه الجوفية؟ * * * وحتى لو أعطيت إشارة الإنطلاق للبدء بتطبيق "خطة شهيب" فهل بالإمكان نقل ثلاثمئة ألف طن في سبعة أيام؟ بمعدل أربعين ألف طن في اليوم؟ هذا ليس بالأمر السهل أو اليسير، إنها عملية معقّدة وليس بوسع اللبنانيين سوى تحضير كاميراتهم لتسجيل اللحظة التاريخية التي قد لا تتكرر، وهذه اللحظة هي: الأمطار على النفايات. أما مِن أين أتت هذه اللحظة النادرة، فمن بُعد نظر القيّمين على هذا الملف الذين يزداد ذكاؤهم لتحويل النفايات الى مياه جوفية. إنها براءة اختراع تُسجّل بأسمائهم. * * * نُطالب وزير الناس أكرم شهيب ولو أشرنا عليه باستباق ما يمكن أن يفعله مع الخبراء بشأن المياه الجوفية، لأن الوزير المشنوق للأسف الشديد لا "يحلّ" ولا "يربط"

نادرة السعيد