Elham Freiha
ابحث عن المقال
في الذكرى ال 42 لاندلاع الحرب سقف دستوري وأمني وغربي يحمي لبنان
14 نيسان 2017

أمس مرَّت الذكرى الثانية والأربعين على اندلاع الحرب اللبنانية، هل يعرف الشعب اللبناني ماذا تعني هذه الذكرى؟ إذا أردنا أن نكون واقعيين، فإنَّ هذه الحرب متمادية ومستمرة بأشكال مختلفة: فهي حيناً حربٌ عسكرية، وهي حيناً آخر حرب إرهاب، وهي أحياناً حربٌ اقتصادية، وهي أحيان أخرى حرب عزل لبنان، وفي أحيان متقطعة حربٌ دستورية. نكاد أن نقول: منذ اثنين وأربعين عاماً ولبنان لم يرتح بعد، تصوروا مثلاً أنَّ من وُلِدَ في ذلك النهار، ولم يعرف عنه شيئاً، صار عمره اليوم اثنين وأربعين عاماً. إنَّها الأجيال المتعاقبة التي عاشت الحرب، وإذا اعتبر البعض أنَّ تأريخ الحرب بدأ منذ حرب 67، يكون لبنان يتذكَّر نصف قرنٍ من الحروب. هذا هو قدر هذا الوطن وأبنائه: نعيش في الحرب لكننا نصمد، إننا كبلدٍ تضربه الزلازل بين حين وآخر فيتعايش ويتأقلم معها، لكنه لا يجعلها تنتصر عليه، فلا يغيِّر وطنه لأنَّ فيه زلازل، بل يصمد فيه ويحاول التخفيف من وقعِها عليه قدر ما يستطيع. للأسف، فإنَّ ما نعيشه هذه الايام، مع إطلالة السنة الثالثة والأربعين للحرب، هو حربٌ دستورية - نيابية - ديمقراطية. كاد البلد أن ينفجر يومي 12 و13 نيسان، وكأنَّ البعض شاء أن يُذكِّر بالحرب من خلال جعلها تندلع من جديد، لكن الكتاب أي الدستور، أنقذ الوضع مجدداً، فسَحب التوتر من الشارع وطارت جلسات مجلس الوزراء من 13 نيسان إلى انقضاء شهرٍ، أي اعتباراً من 13 أيار، فتكون جلسة في 15 أيار الذي يصادف يوم إثنين. لكن السؤال الكبير هو: هل سيتمكن مجلس النواب من إقرار قانون في هذه المهلة المتبقية؟ إنَّ الواقع يقول إنَّ النواب مرغمون على انجاز هذا الأمر في ما تبقَّى من عقدٍ عادي لمجلس النواب أي حتى الواحد والثلاثين من أيار المقبل، لأن بعد هذا التاريخ يكون قد بقي من عمر المجلس عشرين يوماً فقط تنتهي ليل 19 - 20 حزيران، فماذا سيكون عليه الوضع صباح العشرين من حزيران؟ هل نكون أمام تمديد تقني لثلاثة شهور أو تمديد لسنة تندرج في سياق القانون الذي سيصدر؟ إنَّ الأمر مرتبط بالجهوزية اللوجستية وبتدريب الناخبين والقيمين على العملية الإنتخابية من موظفين ورؤساء أقلام، خصوصاً إذا جاء القانون وفق الصيغة المختلطة بين التأهيل على القضاء ثم الإنتقال إلى المحافظة. وما يجب أن يؤخذ في الحسبان أيضاً أنَّ العين الأميركية ما زالت على لبنان، ففي خضم المعمعة الشعبية والنيابية والدستورية يوم 12 نيسان، كان هناك وفدٌ أميركي رفيع المستوى في بيروت برئاسة نائب من الحزب الجمهوري وعضوية ستة أعضاء من الكونغرس. الوفد التقى رئيس الحكومة سعد الحريري وقائد الجيش العماد جوزيف عون، كما كانت له لقاءات بعيدة من الإعلام. العين الغربية على لبنان، وسقفها: الفراغ والإضطرابات السياسية والأمنية والنقدية، ممنوعة في لبنان.

الهام سعيد فريحه