Elham Freiha
ابحث عن المقال
هكذا نتعلَّم
19 نيسان 2017

الأقدمون أولَى بتعليمنا، فمنهم نكتسبُ الأفكار وخارطة الطريق التي تعيينا على إكمال الطريق. والذي نتعلَّمه من الأقدمين يُعيننا على أنْ نتأكد من أنَّ الأمورَ نسبية ولا شيءَ محسوماً في هذه الدنيا، ومما نتعلمه من الأقدمين: كن قوياً بما يكفي لمواجهةِ العالم كل يوم؟ وكن ضعيفاً بما يكفي لتعلم أنّك لا تقدر على أن تعمل كل شيء. كن كريماً مع أولئك الذين يحتاجون للمساعدة. وكن مقتصداً في ما تحتاجُه نفسك. كن حكيماً بما يكفي لتعلم أنك لا تعلم كل شيء. كن مؤمناً بما يكفي لتصدِّق المعجزات. كن على استعدادٍ ليشاطرك الأخرون أفراحك. وكن على استعدادٍ لتشاطر الآخرين أحزانهم. كن قائداً حينما ترى طريقاً ضله الآخرون. وكن تابعاً حينما تتيه في غياهب الشك. * * * هذه الأقوالُ العظيمة تؤكد بما لا يقبلُ الشك أنَّ الحقائق ليست نهائية وأنَّ تبلورها لا يستقيم إلا بالحجة والمنطق. * * * ومن الأقوال التي بدأت تأخذ المنحى المؤكَّد: "الأفعال أعلى صوتاً من الأقوال"، فهناك مَن يرفعون أصواتهم حتى الصراخ، سواء بألسنتِهم أو بأقلامِهم، ولكن ما نفع الصراخ إذا لم تكن هناك قدرة على تحويله إلى أفعال؟ * * * لهذه الأسباب، فإنَّ الإنسان يحتاجُ دوماً إلى التشاور، ولذا صدق مَن قال: "ما خاب مَن استشار"، خصوصاً أنَّ "كل إبن آدمٍ خطّاء". إذاً، هكذا نتعلَّم.

نادرة السعيد