Elham Freiha
ابحث عن المقال
أبوظبي تبهرني ... لهذه الأسباب
21 نيسان 2017

دائماً تبهرني إمارة أبوظبي، إلى درجة أنني لا أعرف من أين يبدأ الإبهار: هل هو من الرقي؟ هل هو من التنظيم؟ هل هو من العراقة؟ هل هو من الإحترام؟ هل هو من الثقافة؟ يبدو أنَّ هذا الإبهار هو من كلِّ هذه الأمور مجتمعةً، أما أحدثها فهو الكتاب، ليس عنواناً واحداً بالتحديد بل 500 ألف عنوان. مئات الآلاف من الكتب ستكون متاحة في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وهو يقام هذه السنة تحت شعار "أنت والكتاب". في موسم الحروب، وفي ظروف تقدّم رائحة البارود على رائحة الحبر، يتجمَّع ما يقارب الـ 1300 دار نشر وعارض من خمس وستين دولة عربية وأجنبية، في أروع تكريم لعقل الإنسان، وهل من تكريم أعظم من أن يجري التزاوج بين العقل والكتاب؟ * * * إنها أرقام ثقافية: الكتب التي ستُعرَض ستكون بأكثر من ثلاثين لغة، وهناك نشاطات مكثفة تتضمن نحو 800 جلسة حوارية وندوة وورشة عمل خلال الدورة الحالية لمعرض الكتاب. * * * ولأنَّ المعرض يبدأ بعد أسبوع، فإنه يمثِّل "ربيع الكتاب" ليس في أبوظبي فحسب، بل على امتداد الخارطة العربية وربما الدولية. فالصين هي ضيفة الشرف في المعرض، وهذا يعزز حوار الحضارات والمقولة الرائجة "أطلب الثقافة ولو في الصين". * * * ليس مبالغة القول إنَّ معرض الكتاب في أبوظبي سيُشكِّل تظاهرة ثقافية وسط "منطقة الحروب"، أليس ملفتاً توقُّع أن يزوره ما يقارب الـ 400 ألف مهتم بالكتاب والقراءة والثقافة؟ * * * لهذا السبب، ولغيره، أبوظبي تبهرني.

نادرة السعيد