Elham Freiha
ابحث عن المقال
بلد الإختراعات
19 أيار 2017

حكاية اللبنانيين مع الغش "روايات" لا تنتهي فصولاً، وعباقرة الغش عندنا يستحقون أن تُسجَّل بأسمائهم براءات اختراع، لأنهم يفاجئون المستهلِك بشتى أنواع "الإختراعات" إلى درجة أنَّ بعض المبتكرين في العالم يحاولون التواصل مع المبتكرين عندنا ليتعلَّموا منهم أحدث إبتكاراتهم وإبداعاتهم. * * * عندنا مثلاً وُجِدَت قناني "كاتشاب" يعود تاريخ انتهاء صلاحياتها إلى عام 2013. بشحطة قلم، وبتغيير الورقة اللاصقة، تمَّ "تمديد" الصلاحية إلى عام 2017، تماماً كتمديد صلاحية مجلس النواب! ألسنا شعباً رائعاً ومبتكراً ومبدعاً؟ * * * تداول ناشطون أمس أنَّ إحدى البعثات الدبلوماسية في لبنان اشترت سيارتين رباعيتي الدفع من إحدى الشركات في لبنان، تلاحقت الأعطال في السيارتين فوُضِعَت الشركة في وضع حرِج وطلبت خبيرَين من لندن ليفحصا السيارتين، لمعرفة ما إذا كان هناك عيب في التصنيع. ذُهِل الخبيران حين اكتشفا أنَّ البنزين المستعمل نوعيته 82 أوكتان، فيما السيارتان تحتاجان إلى نوعية 98 أوكتان... وضع الخبيران تقريراً عن موضوع الأعطال فأوصيا بالتحقق من نوعية البنزين المستخدَم، لكن المشكلة أنَّ معظم المحطات كانت تبيع بنزيناً بأقل من تسعين أوكتاناً. ليس هناك من خلاصة لهذه الرواية الواقعية سوى: الغش. * * * هل يعرف "الغيارى" أنَّنا على عتبة فصل الصيف أي فصل السياحة والإصطياف؟ فهل هكذا يتم الترحيب به؟ هل هكذا يكون الإستقبال للمصطافين وللسياح وللمغتربين؟ هل من دور لمصلحة حماية المستهلك؟ ومتى؟ لا يستطيع اللبناني أن يتحمَّل غشاً في السياسة وغشاً في السلع الإستهلاكية، أليس من العيب أن تسمم السياسة عقله وتسمم المواد الغذائية المنتهية الصلاحية معدته وأن تسمم المحروقات المغشوشة سيارته؟

نادرة السعيد