Elham Freiha
ابحث عن المقال
تعب الجسد وتعب الرأس
25 أيار 2017

سألتني صديقتي: لماذا أنتِ "مختفية" منذ فترة؟ قلت: والله من البيت إلى المكتب وبالعكس. سألتني: كنتِ بين الحين والآخر تُعرِّجين على هذا "المول" أو ذاك المحل، تختارين هذه القطعة أو تنتقين ما هو تكنولوجياً جديداً، أو تدخلين إلى مكتبة عامة تفتشين عن كتاب جديد أو عن "سي دي" بأغانٍ تحنِّين إليها، فلماذا لم تعودي ترتادين هذه الأماكن؟ قلت: إنه التعب. سألتني: لكنكِ رياضية من الطراز الأول، فما أعرفه عنكِ أنَّ ساعة الرياضة بعد الظهر هي من الساعات الإلزامية التي لا تحتمل تأجيلاً أو تهرُّباً. قلت: صحيحٌ، لكنَّ التعب الذي أقصده هو تعب الرأس وليس تعب الجسد؟ قالت: وما الفارق بين التعبَيْن؟ أجبت: يا عزيزتي، تعبُ الجسد يُحلُّ بحمام ماء ساخن وبالنوم، لكنَّ تعب الرأس لا تحلُّه كل "المياه الدافئة" في المحيطات، كما لا تعالجه كل أنواع الرياضات والموسيقى الكلاسيكية الخفيفة من "كلايدرمن" إلى "باخ" إلى "بيتهوفن". تعب الرأس هو القلق، فمَن يعالج القلق في هذا البلد؟ * * * سألتني: وإلى متى ستبقين على هذه الوتيرة؟ أجبت: الحياة ليست سيارة تستطيع السير إلى الوراء، نستطيع النظر إلى الوراء لكن لا نستطيع أن نقود إلى الوراء، ولو عدنا لغيّرنا الشيء الكثير، لكن ما يقلق هو أنَّنا نتذكَّر لكننا لا نستطيع التعديل في الذكريات، وهذا هو تعب الرأس الكبير الذي ليس لديه علاج.

نادرة السعيد