Elham Freiha
ابحث عن المقال
المطلوب مراكمة الآمال والتفاؤل والحد من مسبِّبات الإحباط
27 أيار 2017

شهر حزيران الذي يبدأ منتصف هذا الأسبوع، هو شهر التفاؤل والأمل، فلماذا تجعلون منه شهر الأسى والتشاؤم؟ شهر حزيران هو شهر التخرُّج للثانويين إلى الحياة الجامعية وشهر تخرُّج الجامعيين إلى الحياة العملية، حياة العمل، حياة شق الطريق نحو المستقبل. إنه ربيع الأجيال الشابة فلماذا تحوِّلوه إلى خريف الإحباط؟ لأجيالنا الحق في العيش وفي التخرُّج وفي سوق العمل في بلدهم، فلماذا ننتج العقول لدفعها إلى الهجرة؟ وهل نُسفِّر أبناءنا ليتحوَّلوا من مواطنين في وطنهم إلى مغتربين في أوطان الآخرين؟ هل من مفارقةٍ أكثر من هذه المفارقة أنَّ أبوابنا مشرَّعة للاجئين والنازحين، فيما أبناؤنا يفتّشون عن مقعدٍ في الطائرة لتسافر بهم إلى الغربة. والغربة هجرة. كثيرون يهاجرون من دون عودة بسبب مغريات الهجرة التي في مقدمتها جواز السفر الثاني، الوظيفة، الإستقرار، فماذا في لبنان؟ لا مغريات، لا فرص عمل، لا استقرار. *** أكثر من ذلك، ما لا يحصل على أرض الواقع يُصار إلى ترويجه بالتهويل: حيناً يقولون إنَّ الحكومة ستسقط باستقالة ثلثها زائداً الوزير الملك، وإنَّ التاريخ سيعيد نفسه فيقف أحد عشر وزيراً ويعلنون استقالتهم. إذا كان الأمر غير ذلك، فلماذا لا تضعون حداً للمهوِّلين؟ إذا كنتم تريدون أن تفعلوا ذلك فلماذا تتأخرون؟ وحتى لو قدَّمتم إستقالتكم فإنَّ الحكومة تستمر في تصريف الأعمال، إلى حين تشكيل حكومة جديدة، فلماذا كلُّ هذه الأَثقال من الهموم على رؤوس الناس؟ *** اليوم، أين تستقر الأوضاع؟ الخيارات تضيق على رغم أنَّ التفاؤل هو المطلوب مع اقتراب بداية الصيف: فلماذا تعميم الأجواء غير المريحة، في وقت ملأت المهرجانات سهرات تموز وجزءاً من آب، فكيف يتمُّ التوفيق بين أمل المهرجانات ويأس الأجواء السياسية؟ هل من المسموح ممارسة الكيدية في حقِّ الشعب اللبناني؟ بعدغدٍ الإثنين هو موعد الجلسة النيابية العامة التي كان موعدها في الخامس عشر من هذا الشهر، لكنّها أُرجئت، هل ستُعقَد الجلسة؟ المعطيات تؤكد إنَّ إرجاءها هو المرجَّح، ما يعني أنَّ العقد العادي لمجلس النواب سينتهي الأربعاء المقبل في الحادي والثلاثين من الشهر، من دون جلسة. أما صباح الخميس، الأول من حزيران، فماذا يمكن أن يحدث؟ هناك شبه إجماع على فتح الدورة الإستثنائية القصيرة العمر أسبوعان ونصف أسبوع، عادت موجة الحديث عن إمكانية التوصل إلى قانون جديد في ما تبقَّى من أيام، لكن هذه الموجة غير مستندة إلى معطيات بل إلى أمنيات، وكأنَّ الجميع يريدون أن يتنصلوا من تسببهم في إعادة الحياة إلى الستين. *** سبعة أشهر مرَّت من عمر العهد، وخمسة أشهر ونصف الشهر من عمر الحكومة، المفروض أن تكون الأمور أقلعت، والبلاد اليوم عليها تجاوز هذه المرحلة، ما يعني أنَّ المطلوب هو مضاعفة الجهود لئلا تتحوَّل الأيام إلى تكرار.

الهام سعيد فريحه