Elham Freiha
ابحث عن المقال
قبرص أقرب من نهر الكلب
29 أيار 2017

الطبيعة تلطف بالإنسان أحيانًا... تعرف الطبيعة ان مشكلة الكهرباء لم تُعالَج بعد، فمددت فصل الشتاء والربيع معًا، ليتأخر الصيف قليلاً. المواطنون يشكرون الطبيعة لأنها ترأف بهم، فلا تُرسل الحرارة اليهم دفعة واحدة، بل على دفعات، ربما الى حين المعالجة الجزئية لأزمة الكهرباء، لهذا يقترب شهر أيار من أن ينتهي ونحن ما زلنا نرى الأمطار والمياه في الشوارع، في ظاهرة لم تعد تتكرر منذ بتنا نعرف "الاحتباس الحراري". * * * لكن هل يتعلّم المسؤولون عندنا من "رفق الطبيعة"؟ هل من معالجات عندهم لِما هو اصطناعي وغير طبيعي؟ التلوث اصطناعي. النفايات اصطناعية. ازدحام السير اصطناعي. اطلاق النيران ابتهاجًا وحزنًا، اصطناعي. * * * اذا كانت "السلطات المختصة" عاجزة عن التأثير في ما هو طبيعي، فلماذا لا تحاول معالجة ما هو اصطناعي؟ ولا حاجة الى تكرارها، يكفي أن يعلم المسؤولون ان خيارات الناس لم تعد ضيقة: المسافة الزمنية بين بيروت وقبرص، كالمسافة بالسيارة بين نهر بيروت ونهر الكلب، هذا إذا لم يكن هناك اعتصام لأصحاب الشاحنات وأصحاب الفانات. فعلى الأقل لا شاحنات في الجو بين بيروت وقبرص ولا دواليب مشتعلة، واذا ما خُيّر اللبنانيون بين صيف يمضونه في زحمة السير وبين صيف يمضونه بين قبرص واليونان وتركيا، لكان خيارهم الثاني أفضل. فهل يعي المسؤولون هذه الحقيقة؟

نادرة السعيد