Elham Freiha
ابحث عن المقال
نفايات بعبدا والإرتفاع عن سطح البحر
١٥ أيلول٢٠١٥

حين يصدر مرسوم تشكيل الحكومة في لبنان، أي حكومة، يصدر مرسومٌ رديف يُوزِّع "الحقائب بالوكالة" فيكون هناك وزير بالوكالة عند غياب الوزير الأصيل. لكن كما كل شيء في لبنان، وعلى طريق اللبننة، فإن الأصيل يكون بديلاً من اليوم الأول، والبديل قد لا يصبح أصيلاً، وهناك وزير ثالث يحل محل الأصيل والبديل في آن. إنها المعجزة اللبنانية أو اللغز اللبناني الذي لا يفهمه أحدٌ إلاّ إذا عاش ألغاز السياسة اللبنانية. مثالٌ على ذلك، هناك وزير بيئة "أصيل" (بموجب المرسوم) وليس بموجب الخبرة. الأصيل تخلّى عن الملف، ولا همّه النزول على الأرض لمعاينة المناطق المنكوبة، لذلك مَن بقي في الميدان سوى حديدان شهيّب، إنه الوزير المتمكّن من ملف البيئة حتى ولو كانت التوزيعة منحته الزراعة وحرمته البيئة، ولكن ربّ ضارة نافعة، فما إن تولّى عملياً ملف البيئة حتى وضَعَ خارطة طريق لبدء المعالجة. * * * الوزير النشيط والناشط، إبن عاليه، يعرف عن كثب بعبدا، فهي على مرمى حجر منه، ولأن الأمر كذلك، ولأن خارطة الطريق التي ابتكرها تبدأ ببيروت وجبل لبنان، فحبّذا لو يلتفت الى بعبدا التي تعنيه كما تعنيه عاليه. * * * نقول هذا الكلام لأن بعبدا، وتحديداً الطريق المؤدية الى كنيسة مار الياس التي افتتحها، رحمه الله، الرئيس الهراوي قبلها، اذا بقيت جبال النفايات فيها على هذا المنوال، فإنّ ارتفاعها عن سطح البحر سيوازي ارتفاع مدينة عاليه عنه، فهناك كثافة في انتاج النفايات وسوء في توزيعها أو معالجتها، وبالتأكيد لا يرضى أكرم شهيب بذلك، فهو يريد لبعبدا ما يريده لعاليه حتى ولو لم يكن وزير البيئة الأصيل أو بالوكالة، بل الوزير الذي وقعت بين يديه كرة نار النفايات.

نادرة السعيد