Elham Freiha
ابحث عن المقال
شكَّلتم لم تُشكِّلوا الناس بانتظاركم
١٦ كانون الأول٢٠١٦

إذا كان قلبكم على الأحزاب التي لم تُمثَّل في حكومة ال 24 وزيراً، وأردتم ضمَّ أحزاب الكتائب والقومي والديمقراطي اللبناني، فلماذا لا تُكمِلون معروفكم وتسمُّون سائر الأحزاب التي لها تمثيلٌ في مجلس النواب ولم تُمثَّل في التشكيلات المتعاقبة؟ لماذا لا تضمُّون حزب الوطنيين الأحرار؟ أليس له تمثيلٌ في مجلس النواب من خلال رئيسه دوري شمعون؟ أين الرئيس ميقاتي لا يُمثَّل؟ أين الوزير الصفدي لا يُمثَّل؟ لماذا لا تضمُّون المجتمع المدني؟ أليس ناشطو المجتمع المدني هُم الذين كشفوا عورات الإدارات في موضوع النفايات وغيره من المواضيع؟ لماذا لا تضمُّون الذين برعوا في الشأنين العام والخاص، والذين تُعطيهم الإستطلاعات أصوات الشباب والمثقفين؟ أليسوا هُم وغيرهم من أبقى سمعة لبنان ناصعة؟ أين إسم دولة الرئيس عصام فارس؟ أين أسماء زياد بارود وطارق متري ود. ناصر الشماع وعثمان سلطان وغيرهم كثيرون؟ *** إذا أردتم التوسعة، فلماذا لا تكون الحكومة من أربعين وزيراً؟ ولماذا لا تكون من خمسين وأكثر؟ هكذا تُرضون الرؤساء والمراجع والعائلات والأبناء والأقارب والمستشارين والمستشارات. وماذا تُكلِّف حكومةٌ من خمسين وزيراً؟ فهل الهدر وقفٌ على خمسين راتباً؟ أنتم تهدرون أكثر بكثير: تهدرون في التلزيمات بالتراضي. وتهدرون في تبادل المنافع والخدمات. وتهدرون في المحسوبيات. *** البلد صغير والناس تعرف بعضها، هكذا يُقال، وهذه هي الحقيقة. تعرفونهم من هداياهم، هكذا يُقال، وهذه هي الحقيقة. بذخهُم يسبقهم ويكشف نفسياتهم، هكذا يُقال، وهذه هي الحقيقة. *** لم تعد المسألة مسألة تقاسم الجبنة، بل مسألة تقاسم الغاز. تنتقلون بسرعة من بلوكات السياسة في البر، إلى بلوكات النفط في البحر، وأنتم بارعون في تقاسم المنافع، ألم تفعلوا ذلك في الكهرباء وفي المطار ومحيطه؟ ألم تفعلوا ذلك في قطاعات أخرى؟ هل تعتقدون أنَّ الناس تُصدق أنكم ستُجرون انتخابات نيابية وفق قانون جديد عصري يُنتج طبقةً سياسية جديدة شابة وعصرية وناجحة؟ الناس تعرف أنكم ستُنجزون قانوناً يعيدكم إلى مقاعدكم النيابية مع بعض الروتوش. *** سواء شكَّلتم الحكومة اليوم أو غداً أو بعد غد. سواء كانت التشكيلة من 24 وزيراً أو 30 وزيراً أو أكثر. سواء كان فيها ستة وزراء دولة لا شغلة ولا عملة لهم سوى قبض رواتب من خزينة تعيش على القروض. سواء وسواء وسواء... الناس بانتظاركم.

الهام سعيد فريحه