Elham Freiha
ابحث عن المقال
جنبلاط وواصا باشا ... والحاشية
5 حزيران 2017

في معرض حديثه عن الفساد، غرّد النائب وليد جنبلاط على صفحته على "تويتر" قائلاً: "واصا باشا في كل مكان". * * * جنبلاط مولع بالتاريخ ولا سيما التاريخ المتعلق بجبل لبنان، لذا فهو يستذكر "واصا باشا"، فمَن هو هذا الرجل؟ في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، بدأ في لبنان نظام، عُرِف بـ "نظام المتصرفية" الذي استمر حتى بداية الحرب العالمية الاولى عام 1914. في هذا النظام كانت السلطنة العثمانية تعيّن متصرفًا من قبلها. بين هؤلاء المتصرفين كان هناك الألباني "باشكو فاسا" أي "واصا باشا" الذي كان متصرفًا على جبل لبنان قرابة تسع سنوات. * * * واصا باشا كان مثقفًا، مولعًا بالتاريخ والأدب، لكن الحلقة الضيقة التي أحاطت به "نزعت صيت ولايته"، فكان هناك أحد أقاربه الذي كان يُدعى "كوبليان أفندي" ومساعده التركي نظيف بك وابراهيم بك الأسود اللبناني، اللذان أكملا ما بدأه كوبليان أفندي لتشكل هالة من الشكوك حول مدى معرفة واصا باشا بما يحدث حوله. فكانت الحلقة الضيقة تمارس الفساد فيما صيت الفساد يتم لصقه بواصا باشا. * * * على أيام واصا باشا كان هناك شاعر اسمه تامر الملاط الذي كان يتبوأ مركزًا رفيعًا، لكن تم عزله لأنه سرّب للصحافة أخبارًا عن مفاسد كوبليان ومجموعته. تحيّن الشاعر تامر الملاط الفرصة لينتقم من المتصرف، فحين عرف انه مات كتب فيه هذين البيتين من الشعر: "قالوا: قضى واصا وواروه الثرى فأجبتهم وأنا الخبير بذاتِهِ رنّوا الفلوس على بلاط ضريحه وأنا الكفيل لكم برد حياتِهِ". وقد بقي واصا باشا في مدافن الحازمية الى حزيران 1978 عندما نقلت رفاته الى ألبانيا ودفنت في مسقط رأسه. * * * تُرى، هل كان وليد جنبلاط يقصد واصا باشا أو حاشيته؟

نادرة السعيد