Elham Freiha
ابحث عن المقال
عالِم الفيزياء... والمقصلة
9 حزيران 2017

يُروى أنَّ ثلاثةً تمَّ الحكم عليهم بالإعدام بالمقصلة، ولكن قبل تنفيذ حكم الإعدام، طُلب من كلِّ واحدٍ منهم أن يتمنَّى أمنية ويطلبها من أحد، والثلاثة هم: رجل دين وشاعر وعالِم فيزيائي. تقدَّم رجل الدين أولاً، فقال: يا رب، أبعد المقصلة عن رقبتي... وما إن نزلت المقصلة حتى توقفت قبل وصولها إلى رقبته، فقال القاضي: يبدو أنَّ الله استجاب له ففكوا رباطه. سأله القاضي: كيف نجوت؟ فقال رجل الدين: أنا إنسان مؤمنٌ وقد استجاب الله عزَّ وجلَّ لدعائي. * * * تقدَّم الشاعر، فقال: يا أنصاري الشعراء ومتذوقي شعري، هل تدخلتم لدى الحاكِم لإنقاذي؟ نزل حبل المقصلة لكنَّه لم يصل إلى رقبته، فسأله القاضي: كيف نجوت؟ أجاب الشاعر: الشعراء يستمع إليهم الحاكم فعفا عني. * * * تقدَّم عالِم الفيزياء، فلم يقل شيئاً، ومع ذلك لم يصل حبل المقصلة إلى رقبته. سأله القاضي باستغراب: أنت لم تطلب شيئاً، فكيف نجوت؟ أشار عالِم الفيزياء بيده إلى حبل المقصلة، وكيف أنَّ فيه عقدةً في منتصفه تعيق وصوله إلى الرقبة، إبتسم القاضي، طلب فكَّ العقدة وأنزل المقصلة فوصلت إلى رقبة عالِم الفيزياء وقطعتها. * * * تطلَّع أحد الحاضرين برفيقٍ له وقال له همساً: هذه عاقبة مَن يتفلسف ويقول إنه يعرف كل شيء، فلقد دفع ثمن معرفته، وكان بإمكانه أن يقول أيَّ شيء لينقذ نفسه.

نادرة السعيد