Elham Freiha
ابحث عن المقال
أفكار الكبار ودروس الشباب
12 حزيران 2017

فكر وثروات عقل لا تفنى ولا يمكن استهلاكه في الأمور الدنيوية الاستهلاكية. واعظم ما في هذه الافكار ان بالإمكان تداولها من دون حظر ومن دون معرفة "اسعار العملات وافتتاح البورصة وتحويل الاموال". انها بالتأكيد "العملة" التي لا ينخفض سعرها بل ان قيمتها ترتفع كلما تعممت فائدتها. *** وهذه عينة من هذه الكنوز والثروات التي تحفل بها الخزائن الفكرية: "ماذا يفيد المجتمع اذا ربح الاموال وخسر الانسان؟ اذا تم رد الاساءة بالاساءة فمتى تنتهي الاساءة؟ اذا كانت العين بالعين والسن بالسن، فلا عيون تبقى ولا اسنان تبقى. انتهى الزمن الذي كان فيه اهلنا يخافون علينا في الغربة واصبحنا نحن في غربتنا نخاف عليهم في الوطن. من النادر ان نفكر في ما نملك بل نحن نفكر في ما ينقصنا. لسنا ننشد عالما لا يقتل فيه احد، بل عالما لا يمكن فيه تبرير القتل. المياه الراكدة تجذب الحشرات وتكون بؤرة للامراض وكذلك المجتمعات التي لا تفكر ولا تقرأ تجذب الافكار الغبية وتكون بؤرة للاغبياء وتجار الدين والسياسيين الفاسدين. العالم مكان خطر جدا للعيش فيه ليس لكثرة الاشرار فيه، بل لصمت الاخيار عما يفعله الاشرار فيه. اذا كان الأب غبي والأم فارغة ومعلم المدرسة احمق وبرامج التلفزيون سخيفة فمن أين سيأتي جيل المستقبل اللامع بذكائه". *** هل من جدل في ان هذه الافكار العظيمة هي زاد كل انسان؟ وكم من الافضل ان يقرأها جيل الشباب ويُمعنون التفكير فيها، فكل جملة من هذه الافكار العظيمة هي بمثابة محاضرة تُلقى عليهم في ارقى الجامعات. أفليس من الأفضل والأجدى ان يأخذ جيل الشباب محاضرة في جملة؟ أليس هذه هي فلسفة الدواء؟ الا تُعطى حبة مكثفة كبديل من عشرات الكيلوات من العلاج؟

نادرة السعيد