Elham Freiha
ابحث عن المقال
الأصفر في لبنان... وجهة نظر
١٢ أيلول٢٠١٥

"الأصفر" لونٌ من أروع الألوان، لكنه من أكثر الألوان إثارة للجدل: في إشارات السير، لا هو للتوقف ولا هو للسير. في السياسة، لا هو للمبادرة ولا هو للجمود. في الحب هو لون الغيرة. في العلاقات الإنسانية هو لون الحيرة إذ يُقال "يضحك ضحكة" أي ضحكة ملؤها اللؤم والغيظ. في الأزياء هو يشكل لوناً لواحدة من أهم الماركات العالمية (فرساتشي). في المعادن هو المعدن الذي يسحر النساء والرجال على حدٍّ سواء، هو لون الذهب الذي يُقال عنه "الأصفر الرنان". في الفواكه هو يمثل النضوج، من الموز إلى الإجاص إلى المانغو إلى سائر الفواكه الإستوائية. * * * هكذا هو لونٌ جدليٌّ بامتياز. ولكن ككلِّ شيء في لبنان، ينقلب إلى سلبي: منذ أكثر من ثمانٍ وأربعين ساعة والعاصفة الصفراء تجتاح البلد، يحار اللبناني كيف يتعاطى معها، حسناً فعل وزير التربية بإقفال المدارس، وحسناً فعلت الحكومة بإقفال الإدارات، لكن المواطن العادي "يضحك في عبِّه"، فلسانُ حاله: "أنا الغريق وما خوفي من البلل" فماذا بإمكان عاصفة لثمانٍ وأربعين ساعة أن تفعل، في وقتٍ ما زال اللبناني يعيش تحت وطأة "عاصفة نفايات" منذ ثمانية وأربعين يوماً؟

نادرة السعيد