Elham Freiha
ابحث عن المقال
تشغيل الهواتف الذكية ومشكلة "الناس بوجهين"
22 حزيران 2017

لم يعد عِلم الفراسة محصوراً بتفسير تقاسيم الوجه، بل إنَّه دخل أو أُدخِل في التكنولوجيا الحديثة، من خلال "بصمة الوجه" في تفعيلِ الهواتف الخليوية الذكية. فبدلاً من بصمة الإصبع أو الرقم السري صارَ بالإمكان تصوير الوجهِ من الكاميرا الأمامية، على طريقة "السلفي"، ثم تخزين الصورة فيصبح الوجه هو "المفتاح" لتشغيل الهاتف. * * * لكن كما لكلِ شيء عكسه، فقد ابتكر "مستغلو التكنولوجيا" طريقةً لتشغيل الهاتف من دون وجود صاحبه، إذ عمدوا إلى تصوير الشخص ثم فتح هاتفه، من خلالِ وضع الصورة قبالة الهاتف. ردّ تكنولوجيو الهواتف بأنَّ أضافوا "غمزة العين" على التعرُّف إلى الوجه لتعطيل استخدام الصورة، لكن "مستغلي التكنولوجيا" وجدوا طريقةً تتمثل في إدخال الصورة إلى الكمبيوتر وابتكار "غمزةٍ" على طريقة "الفوتوشوب". بعد ذلك، بماذا سيردّ مبتكرو التكنولوجيا؟ * * * إنَّه صراعُ الأذكياء الذي لا ينتهي، لكن المشكلة في لبنان أنَّ استخدام الوجه لتشغيل الهواتف الذكية "لا يمشي بسهولة"، قليلون هُم الناس بوجهِ واحدٍ وكثيرون متعددو الأوجه، هؤلاء كيف سيعودون إلى الوجه الذي صوروه لتشغيلِ هواتفهم؟ ماذا لو أرادوا فتح هواتفهم وكان الوجه الذي يستخدمونه غير الوجه الذي اعتمدوه أولاً؟ * * * إنَّ خاصيَّة تشغيل الهواتف عبر صورة الوجِه ربما لم تُبتَكَر للإستعمال في لبنان، حيث لكل شخصية عدة وجوه، ويصعب توحيد الصورة حتى مع تقنية الفوتوشوب.

نادرة السعيد