Elham Freiha
ابحث عن المقال
قطر ستدفع باهظا ثمن الغطرسة
3 تموز 2017

منتصف هذه الليلة، ليل الاحد الاثنين، تكون المهلة التي حددتها الامارات والسعودية والبحرين ومصر، لقطر، قد انتهت، وهي المهلة التي كان يفترض بقطر ان تجيب وتتجاوب مع النقاط الثلاث عشرة التي قدمتها هذه الدول، عبر الوسيط الكويتي، فإذا تم التجاوب تعود المياه إلى مجاريها بين هذه الدول الخمس، اما اذا رفضت فإن الضغط سيتدرّج صعودا. بداية، ماذا في الخطوات التي يمكن لدول الخليج ان تقوم بها؟ التكتم سيد الموقف، لكن بعض المواقف تشير الى بعض الاجراءات، فوكالة بلومبورغ الأميركية أشارت في تقرير لها ان الأسوأ لم يأت بعد، وبعد انتهاء المهلة لن يسمح لناقلات النفط والغاز القطرية، وهذا المنع سيتم على يد الدول الخليجية. وبهذا تكون قطر قد دخلت في نطاق الحصار الاقتصادي. على رغم هذه الأجواء المشحونة والتصعيد المتدرّج، فإن قطر تواصل تعنتها، وهي ألمحت، وقبل انتهاء المهلة، الى انها لن تتجاوب مع المطالب، وقد جاء هذا الموقف على لسان وزير الخارجية القطري الذي جزم ان قطر لن تغلق القاعدة العسكرية التركية التي تستضيفها، كما لن تغلق قناة الجزيرة. عند هذا الحد فإن كل المؤشرات تدل على ان الدول الخليجية ستدخل في المرحلة الثانية من التصعيد من خلال اجراءات قاسية ستشمل اربعة مجالات هي: مقاطعة اقتصادية، تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، قاعدة عسكرية عربية من الدول الاربع في البحرين، تجميد ودائع قطر في دول المقاطعة. بالتوازي فإن مقاطعة مصرفية عالمية بدأت لقطر، ومن طلائعها ان خمسة مصارف بريطانية كبرى اوقفت تعاملاتها بالريال القطري، في خطوة تعكس الوضع المحرج للاقتصاد القطري، بعد المقاطعة الخليجية والعربية. المرحلة التالية المرتقبة يُتوقع ان تمتد من اليوم وحتى منتصف هذا الشهر، الموعد المفترض لوصول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الى روسيا حيث ستكون له محادثات على جانب كبير من الأهمية مع الرئيس الروسي، وهذه القمة ستكون على جانب كبير من الأهمية لأنها ستحدد مسار التطورات في ظل التعنت القطري. هذا الاسبوع تدخل أزمة قطر شهرها الاول، ويتوقع ان تبدأ قطر بتعداد الشهور إذا لم تتجاوب مع المطالب المُحقة لدول الخليج. والسؤال الكبير هو: هل هناك مهل جديدة؟ الاوساط العليمة تستبعد ذلك، خصوصا ان التجاوب مع الشروط لن يكون الا بالمزيد من التشدد بعدما ثبت بالقرائن والادلة تورط قطر في تمويل الارهاب وفي التنسيق مع دول راعية للارهاب. فالشروط الثلاثة عشر قد ترتفع وعندها لن يكون امام الجزيرة الصغيرة سوى التجاوب تحت طائلة الحصار المفتوح. اعطيت قطر اسبوعين، اتيح لها خلالهما ان تستمع للوساطات ولا سيما منها الوساطة الكويتية، لكن تعنتها تغلب على تعقلها، فرفضت المطالب التي لو تم التجاوب معها، لكانت عادت الى الحظيرة العربية، لكن ما العمل اذا كان التعنت والغطرسة يتقدمان عندها على التعقل.

الهام سعيد فريحه