هناك علاقة جوهرية وعميقة بين التفكير والكتابة: كل كتابة من دون تفكير هي "صفُّ كلمات"، وكلُّ تفكير من دون كتابة هو إجهادٌ للفكر من دون طائل. * * * تنبَّه العظماء لهذه الحكمة فعملوا من وحيها، فكانت لهم أفكار تتناقلها الأجيال وتعمل في هديها. ومما تركه هؤلاء العظماء عن دروس الحياة والتفكير الإيجابي: إذا حاولت التوقف عن التفكير لعدة دقائق ستجد نفسك محاصراً بالأفكار من جميع الجهات. الأوقات الحزينة نشعر بها على أنَّها طويلة، بينما الأيام الفرحة تمرُّ كالدقائق سريعة. أيُّ رجل يقرأ كثيراً ويستخدم دماغه قليلاً جداً، يقع في عادات التفكير الكسولة. الصديق هو من تستطيع التفكير أمامه بصوت مرتفع. * * * القيادة هي فن التفكير السريع. خذ الوقت الكافي للتدبير، لكن عندما يحين وقت العمل توقف عن التفكير ونفذ. ضغط الوقت يمكن في الواقع أن يكون مفيداً، فهو يساعد على تركيز الذهن وعدم التفكير في التسويف، وخفض عدد البدائل التي يمكن التفكير بها. عندما لا تفكر، يصدأ دماغك. على المرء أن يختار أفكاره، كما يختار ملابسه وكتبه وأصدقاءه ومسكنه. أفضل طريقة للحصول على فكرة جيدة هي أن يكون عندك الكثير من الأفكار. إذا كنت خلال السنوات الماضية لم تتبن أفكاراً ورؤى جديدة، عليك أن تقيس نبضك، فربما تكون ميتاً. لا تفكير لا حياة. التفكير الواضح يسبق الكتابة الصحيحة أو التصرف الصحيح. * * * ومن أعظم الأقوال التي تحثُّ على التفكير: إذا لم تتحكّم بعقلك فإنَّ شخصاً آخر سيفعل. إحذر من أفكارك فقد تتحول إلى كلمات في أية لحظة. * * * من المحتمل ألا تستطيع التحكّم بالظروف، ولكنك تستطيع التحكّم بأفكارك، فالتفكير الإيجابي يؤدي إلى الفعل الإيجابي والنتائج الإيجابية. الفشل نوعان: نوع يأتي من التفكير بدون فعل، ونوع يأتي من الفعل بدون تفكير. لا تستطيع الصراخ والتفكير في الوقت نفسه. * * * بعد هذه البوتقة من الأفكار، لا بدَّ من القول بصوت مرتفع: التفكير أولاً والبقية تأتي.