أربع سلاسل تعيش في همّ وعقل رئيس الحكومة سعد الحريري: غدًا وبعد غد، سلسلة الرتب والرواتب. الخميس، سلسلة التعيينات على طاولة مجلس الوزراء. السلسلة الثالثة السلسلة الشرقية في جرود عرسال. والسلسلة الرابعة والأخيرة في واشنطن. بين كل هذه السلاسل، تبقى قصة كبيرة تشغل بال رئيس الحكومة، إنها مسألة النازحين، وهذه القضية متشعبة الهواجس: فهناك هاجس العدد الذي بلغ المليوني نازح، وما من دولة في العالم فيها عدد نازحين يصل إلى نصف عدد سكانها. وهناك الولادات الكثيفة لهم بحيث تجاوز العدد ال 110 آلاف ولادة نصفهم غير مسجلين، ما يطرح مشكلة تحولهم الى مكتومي القيد لإعطائهم الجنسية اللبنانية لاحقًا. وهناك هاجس المساعدات لهم، فإلى حين عودتهم إلى بلادهم، هناك أكلاف باهظة لاقامتهم: من استهلاكهم للكهرباء إلى استهلاكهم للمياه الى استهلاكهم للبنى التحتية الى حاجتهم الى الطبابة والتعليم الى حاجتهم الى مواد غذائية. المساعدات التي ستأتي بعد اليوم، لن تكون إلاّ عبر منظمات تعتمد الشفافية في عملها، وهذا ما جرى إبلاغه الى المعنيين في الحكومة اللبنانية خصوصًا ان التقارير التي رُفعت الى الجهات المانحة تحدثت عن فساد وهدر واختلاسات ومزاجية في موضوع المساعدات. هذه المعطيات أزعجت الجهات المانحة وعبّرت أمام مراجع حكومية عن استيائها من هذا الواقع، وأبلغت انها ستواصل تقديم المساعدات ولكن ليس عبر الأطراف اللبنانية. هذا الوضع يناقشه الرئيس سعد الحريري مع كل الوفود الأجنبية التي تزور لبنان لاستطلاع أوضاعه وأوضاع النازحين، كما سيكون في صلب المناقشات في واشنطن أواخر هذا الاسبوع بين الفريق المرافق للرئيس الحريري والجانب الأميركي. السلسلة الأخرى المتعلقة بالأوضاع الميدانية في جرود عرسال: الرئيس سعد الحريري مطمئن إلى قرار حكومته والى خيار الجيش اللبناني. وتبقى السلسلة الأبرز وهي سلسلة الرتب والرواتب: اليوم اجتماع أخير لممثلي الكتل النيابية قبل طرح الموضوع غدًا في الجلسة النيابية العامة: غدًا هي المرحلة الرابعة من السلسلة أمام مجلس النواب، فهل تكون الرابعة، وليس الثالثة، وهي الثابتة؟ الرئيس بري يقول ان السلسلة لا بد أن تُقر، الرئيس سعد الحريري، ومع تمسكه بحقوق الموظفين، فإنه يبحث في تمويل السلسلة خصوصًا ان أرقامها بلغت الألفي مليار ليرة بعد إدخال الزيادات للمتقاعدين اليها، والسؤال هنا: كيف سيتم توفير هذه المليارات؟ وما هي الايرادات المرتقبة؟ ومن أين ستأتي؟ هذه الأسئلة تُطرَح في وقت تستعد الحكومة لإصدار سلسلة تعيينات وتشكيلات الخميس المقبل، في الجلسة المرجأة من الاربعاء بسبب اليوم الثاني للجلسة النيابية العامة غدًا وبعد غد. انها التحديات المربّعة الأضلاع عسى لبنان يستطيع تجاوزها.