Elham Freiha
ابحث عن المقال
بين "وزن الكأس" و"أوزان الهموم"
19 تموز 2017

في احدى قاعات الجامعة، وفي محاضرة عن العلوم، حمل الاستاذ كوبًا من المياه وطرَحَ سؤالاً واحدًا على مجموع الطلاب. كان السؤال: كم يزن هذا الكوب المليء بالمياه؟ تنوّعت الأجوبة من عدة اوقيات الى كيلوغرام، فلم يأتِ جوابٌ واحدٌ موحّد. * * * جاء دور الاستاذ في إعطاء الجواب الصحيح، وتوقّع الطلاب أن يكون جوابًا واحدًا. فقال: ليس هناك من وزن واحد لهذا الكوب. سأله الطلاب بدهشة: وكيف ذلك؟ قال: الوزن الأساسي للكوب لا يهم، إنه يعتمد على الوقت الذي نبقى فيه حاملينه. إذا حملنا الكوب لدقيقة واحدة يكون وزنه هو الوزن الحقيقي أي قرابة الاوقية، كلما طال الوقت ونحن نحمله، نشعر بأن وزنه صار أثقل، وإذا ما طال حمل الكوب يصبح من الصعب جدًا تحمّل حمله لأن يدنا تؤلمنا وإذا واصلنا حمله نشعر بشلل في يدنا. وتابع الاستاذ: وزن الكوب لم يتغيّر لكن وقت حمله هو الذي تغيّر من مدة قصيرة إلى مدة طويلة. واستخلص الاستاذ: ضغوط الحياة مثل هذه الكأس، إذا فكّرنا بها لمدة قصيرة فلن يكون هناك مشكلة، وإذا فكرنا بها لمدة أطول فإنها ستبدأ بأن تؤلمنا، واذا فكرنا بها طوال اليوم فإن عقلنا سيشعر بالعجز عن ايجاد حل لها. * * * وختم الاستاذ: تذكروا دائمًا... ضعوا الكأس على الأرض فترتاح يدكم. وهكذا، ضعوا همومكم على الأرض فترتاحوا منها.

نادرة السعيد