Elham Freiha
ابحث عن المقال
اسبانيا وكريستوف كولومبوس ... وصهريج المياه
٩ أيلول٢٠١٥

رَوَت لي إحدى صديقاتي العائدة من رحلةٍ عائلية الى اسبانيا، أنّ كريستوف كولومبوس، مُكتَشِف أميركا، لو كانت زوجته من النوع التي تسأل كثيراً وتستفسر عن كل شاردة وواردة، لكان بقي في اسبانيا ولكانت أميركا ربما الى اليوم "الأرض المجهولة" التي لا يعرف أحدٌ عنها شيئاً. لو كانت زوجته "نكدة" لكانت أمطرته بوابل من الأسئلة ومنها: "إلى أين؟ وشو الله جابرك أن تقوم في هذه المخاطرة؟ ربما الموجُ عالٍ وقد يُعاكِس سفينتك، أليس من الأفضل البقاء في المنزل؟". ولكان كريستوف، وتفادياً للنق، جلَس في منزلهِ وبقيَت أميركا حيث هي. * * * كل هذه الرواية من صديقتي، فقط لتخبرني أنها قامت برحلةٍ سياحية مع عائلتها إلى اسبانيا شمَلَت مدريد ولشبونة حيث يرتفع تمثال كريستوف كولومبوس. نسألها عن انطباعاتها فتُجيب ضاحكةً: أين ذهبتِ أفضل من لبنان، فلا نفايات تملأ الشوارع، ولا حركات وتحركات تُعيق السياحة في هذا الشهر، أفواج أفواج من السيّاح لم يسمعوا بحركات "طلعت ريحتكم" و"بدنا نحاسب". فالناس هناك لا يصلون الى هذا الحد بل إنّ السياحة شريان حياتهم. * * * وتتابع صديقتي راويةً: "حين وصَلنا الى غرفِنا في الفندق، وجَدنا رسالةً على الأسرّة، فاعتقدنا للوهلة الاولى بأنها للترحيب، لكن قهقهة عالية انطلقت من حناجر الجميع بعدما قرأوا انها تتضمن اعتذاراً مسبقاً عن انقطاع المياه عن الغرف لأربع ساعات بسبب أعمال الصيانة الدورية. حبكت النكتة مع أحد أفراد العائلة فسأل بسخرية: هل نطلب صهريج مياه؟

نادرة السعيد