Elham Freiha
ابحث عن المقال
"بيل غيتس" والفقير بائع الصحف ... ونعمة العطاء
14 اّب 2017

سألوا بيل غيتس: هل يوجد مَن هو أغنى منك؟ قال: نعم شخص واحد فقط. سألوه: مَن هو؟ قال: منذ سنوات، عندما تخرجت من الجامعة، وكانت لديّ أفكار قبل طرح مشروع المايكروسوفت، كنتُ في مطار نيويورك، قبل موعد الرحلة وقع نظري على المجلات والجرائد. أعجبني عنوان إحدى الجرائد أدخلتُ يدي في جيبي كي أشتري الجريدة، إلاّ انه لم يكن لديّ من فئة العملات النقدية الصغيرة، فأردتُ أن أنصرف، وجدتُ بائع الجرائد صبيًا أسود، عندما شاهد اهتمامي ورغبتي في شراء الجريدة قال: تفضل هذه الجريدة لكَ، أنا أعطيها لك، خذها يا أخي. قلتُ: ليس لديّ قيمتها من فئات العملة الصغيرة. قال: خذها فأنا أهديها لك. بعد ثلاثة أشهر صادف أن رحلتي كانت في المطار نفسه والصالة نفسها، ووقعت عيناي على مجلّة، أدخلت يدي في جيبي لم أجد أيضاً نقودًا من فئة العملات الصغيرة، الصبي نفسه قال لي: خذ هذه المجلة لك. قلتُ: يا أخي قبل فترة كنتَ هنا أهديتني جريدة، هل تتعامل هكذا مع كل شخص يصادفك في هذا الموقف؟ قال: لا ولكن عندما أرغب أن أعطي، فأنا أعطي من مالي الخاص. * * * هذه الجملة ونظرات هذا الصبي بقيت في ذهني وكنت أفكر يا ترى على أي أساس وأي احساس يقول هذا. بعد 19 سنة عندما وصلتُ إلى أوج ثرائي، قررت أن أجدّ في البحث عن هذا الشخص كي أرد له الجميل وأعوضه. شكّلتُ فريقًا وقلت لهم اذهبوا الى المطار الفلاني وابحثوا لي عن الصبي الأسود الذي كان يبيع الجرائد. بعد شهر ونصف من البحث والتحقيق وجدوه يعمل حارس صالة المسرح، فتمت دعوته. سألته: هل تعرفني؟ قال: نعم السيد بيل غيتس المعروف، كل العالم يعرفك. قلتُ له: قبل سنوات عندما كنتُ صبيًا صغيرًا وتبيع الجرائد أهديتني مرتين جريدة مجانية حيث لم تتوافر لديّ نقود من الفئات الصغيرة، لماذا فعلتَ ذلك؟ قال: هذا شيء طبيعي لأن هذا هو إحساسي وحالتي. قلتُ: هل تعلم ما أريده منكَ الآن، أريد أن أردّ لك جميلك. قال: كيف؟ قلتُ: سأعطيك أي شيء تريده. قال الشاب الأسود وهو يضحك: أي شيء أريد؟ قلتُ: أي شيء تطلبه. قال: هل حقيقي أي شيء أطلبه؟ قلتُ: نعم أي شيء تطلبه أعطيك، لقد أعطيتُ قروضًا لخمسين دولة افريقية، سأعطيك بمقدار ما أعطيتهم كلهم. قال الشاب: يا سيد بيل غيتس لا يمكنك أن تعوضني. قلتُ: ماذا تقصد؟ كيف لا يمكنني تعويضك؟ قال: لديك القدرة لتفعل ذلك ولكن لا تستطيع أن تعوضني. سألته: لماذا لا أستطيع تعويضك؟ قال: الفرق بيني وبينك انني أعطيتكَ في أوج فقري وأنت تريد أن تعوضني وأنتَ في أوج ثرائك، وهذا لن يستطيع أن يعوضني شيئًا. انما لطفك يغمرني. * * * بعد هذه الواقعة، يقول بيل غيتس ٍدائمًا أشعر انه لا يوجد من هو أغنى مني سوى هذا الشاب الأسود".

نادرة السعيد