Elham Freiha
ابحث عن المقال
استحقاقات أيلول... والإعداد لها
22 اّب 2017

لأنَّ أيلول طرفه بالملفات والأسفار مبلول، فإنَّ كلَّ القضايا الملحّة يفترض أن تكون منجزة قبل آخر هذا الشهر: فرئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيكون في نيويورك، في منتصف أيلول المقبل، ليشارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهذه المحطة على جانب كبير من الأهمية لأنّها ستكون مناسبة للقاء الكثير من رؤساء الدول المشاركين ولإلقاء كلمة لبنان. وبعد العودة في 22 أيلول، يستعد للمغادرة إلى باريس في 25 أيلول تلبية لدعوة رسمية. قبل ذلك يكون رئيس الحكومة سعد الحريري في زيارتين منفصلتين، إلى كل من روسيا وفرنسا، وهاتان الزيارتان في موعدين يسبقان زيارة الرئيس عون إلى نيويورك وفرنسا. ومن المحتمل أن يكون قائد الجيش العماد جوزيف عون في زيارة لواشنطن، بعد أن تكون معركة جرود القاع ورأس بعلبك ضد تنظيم داعش قد انتهت، وهذه الزيارة كانت مقررة في الثاني عشر من الشهر الجاري، لكنها أُرجئت بسبب أنَّ معركة الجرود كانت في مرحلة الإستعداد لإنطلاقتها. إذاً أيلول حافل، ولأنه كذلك فإنَّ السلطتين التشريعية والتنفيذية تحاولان أن تُسرِّعا المراحل من أجل أن تُنجَزا كل الملفات الملحة في الشهر الحالي. طلائع التحركات في اتجاه الإنجازات، ستكون من خلال الجلسة النيابية العامة اليوم وغداً، لاستكمال ما كان بوشر به في الجلسة السابقة، وبعد هاتين الجلستين ستكون هناك جلسة لمجلس الوزراء غداً أو بعد غد على أبعد تقدير. وبعدما وقَّع رئيس الجمهورية قانونَي سلسلة الرتب والرواتب والضرائب لتمويلها، فإنَّ صاعقاً أساسياً تمَّ سحبه من التداول وإنَّ ملفات أخرى متفجرة سيتمُّ التركيز عليها بعد التوقيع، باعتبار أنَّ ما بعد السلسلة والضرائب الجديدة ليس على الإطلاق كما قبلها. بناءً عليه فإنَّ مواضيع شائكة ستتمُّ مناقشتها سواء داخل الجلسة النيابية العامة أو داخل جلسة مجلس الوزراء، خصوصاً ملفات الكهرباء والتقنين وأوضاع الطرقات والإزدحام إلى درجة الإختناق عليها، والفساد والهدر والضرائب، فالمطالب بالجملة والإختلالات كبيرة، ولأنَّ الأمر كذلك فإنَّ الأصوات ستعلو سواء اليوم في مجلس النواب أو بعده في مجلس الوزراء. بعد هذه الإستحقاقات، إنَّ التحدي الأكبر سيتمثَّل في كيفية تطبيق البنود الإصلاحية في قانون الضرائب والإيرادات. فمسألة الجبايات لن تكون هناك مشكلة كبيرة حيالها، لأنَّ هناك صعوبة بعدم التزام عملية الدفع، أما المشكلة الأكبر فتتمثَّل في كيفية تأمين المواطنين للمبالغ لدفع الضرائب، هنا سيدخل البلد في دوامة هائلة: ارتفاع في حجم الضرائب ولكن من دون ارتفاع في حجم المداخيل. إنّه فصلٌ جديدٌ من فصول المعاناة اللبنانية، فكيف سيتمكَن لبنان من تجاوزه؟

الهام سعيد فريحه