Elham Freiha
ابحث عن المقال
"المعجزة اللبنانية" تفسيرها أنه في المكان نفسه يجتمع التاريخ والحاضر والمستقبل، فعلى سبيل ...
٥ أيلول٢٠١٥

"المعجزة اللبنانية" تفسيرها أنه في المكان نفسه يجتمع التاريخ والحاضر والمستقبل، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن أن يمر في ذهننا في لحظة واحدة "واصا باشا" من الماضي، ورئيس بلدية بعبدا من الحاضر، والذي سيقيم في قصر بعبدا في المستقبل. أما سبب هذا الدمج بين الأزمنة فلا يحتاج سوى إلى جولة خاطفة في مدينة بعبدا، وهي في آن واحد مقرُّ القصر الجمهوري ومقرُّ سراي بعبدا ومقرُّ النفايات التي تتراكم كالتلال المحيطة بها. * * *

لو يُبعَث "واصا باشا" حيًّا لكان سأل: ماذا فعلتم بهذا المبنى الرائع الذي حوَّلته إلى مركز لمتصرفية جبل لبنان؟ الداعي إلى السؤال أنَّ جدران "المتصرفية" قد غطتها النفايات. * * *

هذا المبنى الرائع يشكل لوحةً معماريةً شرقية، مرسومةً بريشة أمهر المهندسين والبنائين منذ القرن الثامن عشر، وقد بني بالحجر الرملي الذي ميز معظم مباني تلك الحقبة، وفيه أبراج على زواياه الأربع لإعطائه طابع القلاع. قدَّمه الأمير حيدر للمتصرف واصا باشا عام 1882، ومع إعلان إستقلال لبنان في 22 تشرين الثاني العام 1943 وانتهاء الإنتداب، أصبح المركز الإداري لمحافظة جبل لبنان. وما زال حتى اليوم. وبدلاً من أن يتحوَّل إلى متحف، تكاد جدرانه تتحوَّل إلى مكب. * * *

هذا عن الماضي والحاضر، أما عن المستقبل، فإنَّ الرئيس العتيد قد يُعرِّج على السراي، في طريقه إلى القصر الجمهوري، وقد يشاهد النفايات إما محروقة أو مكدَّسة، لأنَّ هذه الأزمة ستستمر على ما يبدو إلى حين إنتخاب الرئيس، وحتى ذلك الحين سيصبح عدد المكبات بعدد البلدات، وسيُترجَم المثل "كل ديك على مزبلتو صياح".

نادرة السعيد