Elham Freiha
ابحث عن المقال
جبران والنبع الذي لا ينضب
5 أيلول 2017

أحياناً تكون العودة إلى الجذور والتراث من خلال العودة إلى ما تركه عظماء من بلادي، في مجال الأدب والشعر والفكر الإنساني العميق، الذي يُشكّل للأجيال الطالعة ذخيرةً فكرية وهدايةً وخارطة طريق. من أجمل الروائع التي قرأتها، ابتهالات كتبها الأديب اللبناني العالمي جبران خليل جبران والتي تصلح لكل زمان وجيل، ومن هذه الروائع: * * * يَا رَبْ يَا رَبْ سَاعِدني عَلى أنْ أَقُول كَلِمَةَ الحَق في وَجِه الأقويَاء وأنْ لا أَقول البَاطِلَ لأكَسب تَصفيَق الضُعَفاء يَا رَبْ إذا أعطَيتني مَالاً، فَلا تأخذ سَعَادتي وإذا أعطَيتني قُوةً، فَلا تَأخُذ عَقلي وإذا أعطَيتني نَجَاحاً، فَلا تأخذ تَواضُعي وإذا أعطَيتني تَواضُعاً، فَلا تأخذ اعتزازي بِكرَامَتي * * * يَا رَبْ عَلِّمني أنْ أُحِبَّ النَاس كَما أُحِبُّ نَفسي وَعَلِّمني أَنْ أُحاسِبَ نفسي كَما أُحاسِب النَاس وعَلِّمني أنَّ التَسَامُح هُوَ أَكبَرُ مَرَاتِب القُوة وأَنَّ حُبَّ الإنتِقَام هُوَ أَولُ مَظَاهِر الضُعَفْ يَا رَبْ لا تَدَعني أُصَابُ بِالغُرور إذا نَجَحَتْ ولا بِاليَأسِ إذا فَشِلتْ بَل ذكِّرني أنَّ الفَشَلَ هُوَ التَجرُبَة التي تَسبِقُ النَجَاحْ * * * يَا رَبْ إذا جَرَّدتني مِن المَال فَاترُكْ ليَ الأمَلْ وإذا جَرَّدتَني مِن النَجَاح فَاترُك ليَ قُوَة العِنَاد حتى أتغلَّب عَلى الفَشَلْ وإذا جَرَّدتَني مِنْ نِعمَة الصِحَة فَاترُك لي نِعمَة الإيمَانْ يَا رَبْ إذا أَسَأَتُ إلى النَاسِ فَأعْطِني شَجَاعَة الإعتِذارْ وإذا أساء لي النَاس فَأعطِني شَجاعَة العَفْو وإذا نَسيُتُكَ يَا رَبْ فأرجو أنْ لا تَنْسَاني * * * إنَّ هذه القراءات هي أعظم ما يتركه لنا عباقرة ومفكِّرون، وردُّ التحية لهم تكون بالغرفِ من هذا المنهل الغني.

نادرة السعيد