Elham Freiha
ابحث عن المقال
علَّمه الأستاذ ففشل علَّمته أمه فتفوَّق
23 أيلول 2017

عندما عاد التلميذ الصغير إلى بيته، قال لأمه: هذه رسالةٌ من إدارة المدرسة. غمرت بريق عينيها الدموع وهي تقرأ لإبنها الصغير فحوى الرسالة، حيث قرأت له: "إبنكِ عبقري والمدرسة صغيرة عليه وعلى قدراته، عليك أن تعلميه بالبيت". مرت السنوات وتوفيت الأم، وأكمل التلميذ علومه مستنداً إلى ما علمته إياه أمه. وفي أحد الأيام وهو يبحث بخزانة والدته وجد رسالة كان نصها: "إبنك غبي جداً. فمن صباح الغد لن نُدخله إلى المدرسة، ومن المستحسن أن تعلميه في المنزل". بكى الولد بعد قراءة الرسالة، ودوَّن في دفتر مذكراته: الطفل الذي اعتبرته المدرسة غبياً، وعلمته أمه، أصبح أهم مخترع في التاريخ، إنه "توماس أديسون". * * * العبرة من هذه القصة: ما أعظم الأمهات، إنهن لا يعلِّمن بعقولهن فقط، بل بعاطفتهن وقلوبهن، فيأتي تعليمهن من كل قلبهن ويدخل في عقل الطفل وقلبه. * * * الرواية الثانية تقول إن أديسون كان كثير الأسئلة وخاصة غير المعقول منها، بينما لا يميل إلى الإجابة عن الأسئلة الدراسية. وقد ضجر منه أحد مدرِّسيه وقال المدرّس لأديسون: أنت فتى فاسد ولست مؤهلاً للإستمرار في المدرسة بعد الآن. ثم قاموا بطرده من المدرسة، تألمت الأم عند سماعها هذا الخبر وقالت للمدرّس كل المشكلة أن ابني أذكى منك وسترى من يكون توماس في المستقبل. عادت الأم بتوماس للمنزل وبدأت بتثقيفه وتشجيعه. فساعدته على المطالعة، فقرأ التاريخ الإنكليزي ونيوتن ورويات شكسبير وقصة حياة العالِم الإيطالي غاليلو، ومن مراحل تعلمه في الصغر كان أبوه يمنحه مبلغاً صغيراً من المال مقابل كل كتاب يقرأه، بلغ عدد اختراعاته حوالى 1093. هذا الطفل الذي لم يتفهمه أستاذه تفهمته أمه.

نادرة السعيد