Elham Freiha
ابحث عن المقال
لبنان يتمسك بالإيجابية ويحاول تفادي السلبيات
11 تشرين الثاني 2017

بدا الكلام اللبناني الرسمي الرئاسي، اعتباراً من أمس، أنَّه كلام من دون قفازات: رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أبلغ إلى القائم بالأعمال السعودي في لبنان، أنَّه من غير المقبول الطريقة التي حصلت فيها إستقالة الرئيس الحريري، وأطالب بعودته إلى لبنان. هذا الموقف اللبناني يُقابَل سعودياً بالمعطيات والوقائع التالية: بإمكان لبنان أن يوفد وزير الخارجية جبران باسيل للقاء الرئيس الحريري الذي هو حرٌّ في حركته وتحركه: فخادم الحرمين الشريفين استقبله، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد استقبله، وهو استقبل عدداً من السفراء الأجانب المعتمدين في المملكة، والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي سيلتقيه، في زيارته المرتقبة بعد غد الاثنين، وأنَّ اللقاء مرجَّح في مكان إقامة البطريرك الراعي وليس في مكان إقامة الرئيس الحريري. حركة البطريرك الراعي تأتي بتنسيق كامل بينه وبين رئيس الجمهورية، وسيكون لسيد بكركي موقف يركِّز على جملة ثوابت ومن أبرزها: التشديد على أنَّ لبنان ليس ساحة تصفية حسابات بين دول المنطقة وحتى بين دول العالم. *** والحركة لرفع الصوت في سبيل قضية الرئيس سعد الحريري، تمثلت أيضاً بالتحرك الذي يقوم به المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي بتكليف من رئيس الجمهورية، باشر جولة أوروبية بدأت في فرنسا، بعدما زار الأردن والتقى الرئيس محمود عباس. *** بالعودة إلى شريط التطورات التي أوصلت إلى هذا الوضع، فإنَّ الرئيس سعد الحريري لم يرضَ يوماً بسياسة الأمر الواقع التي حاول البعض فرضها، لكن لكلٍّ أسلوبه، وهو لم يكن بأسلوبه قاسياً كما كان البعض يريده أن يكون. والرئيس الحريري، بصفته أم الصبي، كان يعرف معنى الفراغ، خصوصاً أنَّ لبنان مرَّ في فراغٍ لسنتين ونصف السنة، وأي استمرار في الفراغ كان سيعني انتهاء لبنان. كانت كل جهوده لا تشوبها أية شائبة وكان يتألم بصمت، لأنَّه وحده لم يكن قادراً على تغيير الأوضاع... *** مع ذلك، هناك سباقٌ بين المحافظة على تهدئة الوضع ولو بالحد الأدنى، وبين الدفع في إتجاه أن يكون الوضع أقرب الى السلبية. في المعطيات، وكالة فيتش للتصنيفات الإئتمانية، تعتبر أنَّ استقالة الرئيس سعد الحريري من رئاسة الوزراء تزيد المخاطر السياسية والإقتصادية في لبنان. وتمثل ضربة للتحسن النسبي في لبنان، وأنَّ أيَّ إحتمال لتأجيل الإنتخابات مجدداً، يعني فترة أخرى طويلة من جمود السياسات. *** الوضع يتأرجح بين التمسك بالإيجابية ومحاولة تفادي السلبية، فهل تنجح هذه المحاولات؟

الهام سعيد فريحه