Elham Freiha
ابحث عن المقال
بين "الروبوت" و"الدليفري"
٩ شباط ٢٠١٧

في أحدث المعارض الإلكترونية التي تُقام كلَّ سنةٍ في برشلونة وطوكيو، تم عرض مجموعة "روبوتات" لإظهار كم أنَّ الروبوت بات يحلُّ محلَّ الإنسان في كثير من الأعمال اليدوية وحتى الذهنية، وفي كل سنة كانت تضاف أعمال جديدة، وهذه السنة قد بلغت العشرين عملاً، ومنها: الطبّاخ، السائق، عامل الحديقة، غسل الملابس، تنظيف الأرض والسجاد، معالج الإسعافات الأولية، خدمة الغرف في الفنادق، موظفو الفنادق ولا سيَّما منهم المسؤولون عن الحجوزات. وأخيراً وليس آخراً، صحافيون في وكالات عالمية، منها وكالة "أسوشييتد برس".

* * *

استوقفتني أحدث وظيفة للروبوت: محرر في "أسوشييتد برس"، هل نصل إلى يومٍ نصير فيه نتحدّث مع روبوتات في مكاتبنا؟ إذا طلبتُ من مراسل أو محرر أو رئيس صفحة، أن يكتب تحقيقاً عن موضوع معيّن، فهل أتناقش مع روبوت؟ إذا قررنا أن نجري مقابلة مع وزير من الوزراء حول أزمة النفايات، أو وزير المال حول الموازنة، أو وزير التربية حول الإمتحانات الرسمية، فهل نُرسل لكلٍّ منهم "روبوت"؟

* * *

المُذهِل في الموضوع أنَّ الروبوت قد لا يفهم بعضَ ما سنُلقِّمه إياه: كيف نقول له مثلاً إنَّ وزير البيئة السابق محمد المشنوق كان وزيراً معتكفاً لكنه أكمل مهامه الوزارية فيما وزير آخر تولّى عنه الملفات؟ كيف نقول له مثلاً إنَّ عدد مولدات الكهرباء الخاصة يفوق عدد السكان، على قاعدة "لكل مواطن موتور"؟ إذا كان الروبوت مخصصاً للدليفري، فهل يقبل يوماً أن يوصِل "دليفري" نارجيلة مع جمرِها؟

* * *

قد يستعفي "الروبوت" من العمل في لبنان، وقد يقول لمستخدمه: عندكم في لبنان مهن واختصاصات لا تُبرمج على الكمبيوتر، وإذا تمت عملية البرمجة بالقوة فإنه سيظهر على الشاشة كلمة Error، فعذراً، لديكم الكثير من الروبوتات من لحمٍ ودم، تفهمون عليهم ويفهمون عليكم. أُعفونا من اختصاصاتكم وأعمالكم، فنحن لم تُصرَف علينا ملايين الدولارات لننجح، لتكون مهمَّتنا عندكم نقل النارجيلة "دليفري".

نادرة السعيد