Elham Freiha
ابحث عن المقال
الظلم ومتفرعاته
21 تشرين الثاني 2017

من جديد نقرأ في كتاب الحياة: إنني لا أحمل حقدًا لأحد، ولا أفكر في إيذاء أحد، لكنني حينما أرى الظلم يتزايد في هذا العالم، أسلي نفسي بالتفكير في الجحيم الذي ينتظر هؤلاء الظالمين. حسبوا أن العالم الحر سيثور على الظلم والعدوان، وما دار بخلدهم أن الضمير العالمي قد مات. خلال تجارب الحياة، يتبين لنا ان شيئًا واحدًا هو الأكثر أهمية، كأن هناك شيئًا واحداً دائمًا ما نراه، شيء أخذتُ أفكر فيه طويلاً وكثيرًا.. إنه الظلم، العالم مليء بالظلم. * * * إذا كنتَ محايدًا في حالات الظلم فقد اخترتَ أن تكون بجانب الظالم. يزعم بعضهم أن الوجود على هذه الأرض لا يمكن تصوره خاليًا من الألم ومن الظلم اللذين يستطيعان وحدهما أن يهبا للإنسان معرفة الخير والشر! بئس تلك المعرفة إذا كان ثمنها هذا الثمن. مَن يحتمل هذه الدنيا؟ مَن يحتمل غطرسة المتكبرين والطغاة وآلام الحب المخذول والإنتظار الطويل واستحالة العدل وهزيمة الرقة أمام الوحشية وكل تلك الأنانية وكل ذلك الظلم؟ مَن يحتمل هذه الدنيا؟ * * * ما أريده هو القوّة على تحمّل الأشياء بهدوء... أشياء مثل الظلم، سوء الحظ، الحزن، الأخطاء، سوء الفهم. لو كان الاستبداد رجلاً، وأراد أن ينتسب، لقال: أنا الشرّ، وأبي الظلم، وأمي الإساءة، وأخي الغدر، وأختي المَسكنة، وعمي الضرّ، وخالي الذل، وإبني الفقر، وابنتي البطالة، ووطني الخراب، وعشيرتي الجهالة. * * * القراءة ممتعة حتى في الظلم.

نادرة السعيد